وكذلك يكون الكلام في سائر فضلاته ÷ كما حكاه في شرح الإرشاد عن جماعة من علماء الشافعية⁣^(⁣١). قال بعضهم: وينبغي طرده في سائر الأنبياء $. قال: وإن حكى الرافعي⁣^(⁣٢) والنووي عن الجمهور خلافه.

  قلت: ومما استدل به على طهارة فضلات رسول الله ÷ ما حكاه ابن حجر في تلخيصه، وعزاه إلى الحسن بن سفيان⁣^(⁣٣) في مسنده، والحاكم، والدارقطني⁣^(⁣٤)، والطبراني، وأبي نعيم⁣^(⁣٥) بالإسناد إلى بركة أم أيمن⁣^(⁣٦) قالت: قام رسول الله ÷ من الليل إلى فخَّارة⁣^(⁣٧) في جانب البيت فبال فيها، فقمت من الليل وأنا عطشانة فشربت ما فيها وأنا لا أشعر، فلما أصبح النبي ÷ قال: «يا أم أيمن قومي فأهريقي تلك الفخارة» قلت: قد والله شربت ما فيها، قالت: فضحك رسول الله ÷ حتى بدت نواجذه، ثم قال: «أما والله إنه⁣^(⁣٨) لا ييجعن بطنك أبدًا»⁣^(⁣٩).

(١) انظر: مغني المحتاج ١/ ٧٩، وفتح الباري ١/ ٢٧٢.

(٢) الرافعي: عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم أبو القاسم الرافعي القزويني، ولد سنة (٥٥٥ هـ)، فقيه شافعي، وكان من كبار علماء الشافعية، صنف كثيرًا، ومن تصانيفه: الفتح العزيز في شرح الوجيز، وشرح مسند الشافعي، وغيرها كثير، توفي في ذي القعدة سنة (٦٢٣ هـ). سير أعلام النبلاء ٢٢/ ٢٥٢ رقم (١٣٩).

(٣) الحسن بن سفيان بن عامر الشيباني أبو العباس، محدث حافظ، كان محدث خراسان في عصره مقدما في الفقه والأدب، توفي سنة (٣٠٣ هـ - ٩١٦ م). انظر: سير أعلام النبلاء ١/ ١٥٧ رقم ٩٢، والأعلام ٢/ ٢٠٦ - ٢٠٧.

(٤) الدارقطني: علي بن عمر بن أحمد بن مهدي أبو الحسن البغدادي المقرئ المحدث من أهل محلة دار قطن ببغداد، ولد سنة ٣٠٦ هـ، وسمع وهو صبي من أبي القاسم البغوي وغيره. انتهى إليه علو الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال، صنف التصانيف، وهو أول مصنف في القراءات، توفي سنة ٣٨٥ هـ. انظر: سير أعلام النبلاء ١٦/ ٤٤٩ - ٤٦١ رقم ٣٣٢، وتاريخ بغداد ١٢/ ٣٤ رقم (٦٤٠٤).

(٥) أبو نعيم: أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصفهاني، ولد سنة (٣٣٦ هـ)، محدث وفقيه، سمع عن الكثير من المحدثين، توفي سنة ٤٣٠ هـ، وله: تاريخ أصبهان، وصفة الجنة، وعلوم الحديث، ودلائل النبوة وغيرها. انظر: سير أعلام النبلاء ١٧/ ٤٥٣ - ٤٦٤ رقم (٣٠٥)، والوافي بالوفيات ٧/ ٨١ - ٨٤ رقم (٣٠٢٤)، لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي - دار النشر فراتر شتايز شتونقارت - (١٤١٢ هـ/١٩٩٢ م).

(٦) بركة أم أيمن: الحبشية مولاة الرسول ÷ وحاضنته، ورثها من أبيها ثم أعتقها، وكانت من المهاجرات الأول، اسمها بركة، وقد تزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي، فولدت له أيمن، ثم استشهد في حنين، وتزوجها زيد بن حارثة فولدت أسامة بن زيد حِبُّ رسول الله، توفيت بعد وقاء رسول الله بخمسة أشهر وقيل بستة أشهر وقيل غير ذلك. انظر: أسد الغابة في معرفة الصحابة ٧/ ٣٥ رقم ٦٧٧٠، وسير أعلام النبلاء ٢/ ٢٢٣ - ٢٢٧ رقم (٢٤).

(٧) الفَخَّارةُ: الجَرَّة وجمعها فَخَّار. انظر: لسان العرب ٥/ ٤٨.

(٨) في (الأصل): أما والله لا.

(٩) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٢٥/ ٨٩ رقم (٢٣٠)، وقال: فيه أبو مالك النخعي، وهو ضعيف =