تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الطهارة

صفحة 196 - الجزء 1

  ورواه أبو أحمد العَسْكَرِي⁣(⁣١) بلفظ: «لن تشتكي بطنك»⁣(⁣٢). قال: وفي سنده ضعف وانقطاع، وله طريق آخر رواه عبد الرزاق⁣(⁣٣) عن ابن جريج⁣(⁣٤) أن النبي ÷ كان يبول في قدح من عَيْدَان ثم يوضع تحت سريره، فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء، فقال لامرأة يقال لها بركة، كانت تخدم أم حبيبة⁣(⁣٥) جاءت معها من أرض الحبشة: «أين البول الذي كان في القدح»؟ قالت: شربته، فقال: «صحة يا أم يوسف⁣(⁣٦)»⁣(⁣٧)، وكانت تكنى أم يوسف، فما مرضت قط حتى كان مرضها الذي ماتت فيه⁣(⁣٨).

  وروى أبو داود بالإسناد إلى أميمة بنت رُقيقة⁣(⁣٩) أنها قالت: كان لرسول الله ÷


= وتلخيص الحبير ١/ ٣٠ - ٣١، وأخرجه البزار في مسنده ٦/ ١٦٩ رقم (٢٢١٠) في ما روي عن عامر بن الزبير، عن أبيه، وأخرجه في مجمع الزوائد ٨/ ٢٧٠، كتاب علامات النبوة - باب فمن دعا له ÷ وفيما خص به عمن تقدمه ÷، والحاكم في المستدرك ٤/ ٦٣ - ٦٤، كتاب معرفة الصحابة - باب ذكر أم أيمن مولى رسول الله ÷، وأخرجه في حلية الأولياء ٢/ ٨١، وينظر: نيل الأوطار ١/ ١٠٥ - ١٠٦، كتاب الطهارة - باب البول في الأواني للحاجة، للقاضي محمد بن علي بن محمد الشوكاني - المصطفى البابي الحلبي وشركاه - الطبعة الأخيرة.

(١) أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، أحد الأئمة في الآداب والحفظ، وهو صاحب أخبار، وله رواية متسعة، وله التصانيف المفيدة، منها: كتاب التصحيف، وغير ذلك، وكانت ولادته يوم الخميس ١٦/شوال/٢٩٣ هـ، وتوفي يوم الجمعة ٧/ذي الحجة/٣٨٢ هـ. انظر: سير أعلام النبلاء ١٦/ ٤١٣ - ٤١٥ رقم ٣٠١، ووفيات الأعيان ٤/ ١٥٦ - ١٦٢.

(٢) في (ب، ج): «لن تشتكي بطنك أبدا».

(٣) عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري مولاهم أبو بكر الصنعاني، عالم اليمن، ولد سنة (١٢٦ هـ - ٧٤٤ م) ثقة، حافظ، مصنف شهير من أهل صنعاء، كان يحفظ نحوا من سبعة عشر ألف حديث، له كتاب الجامع الكبير في الحديث. قال عنه الذهبي: وهو خزانة علم وكتاب تفسير القرآن، توفي سنة (٢١١ هـ). انظر: سير أعلام النبلاء ٩/ ٥٦٣ - ٥٨٠ رقم (٢٢٠)، والإعلام ٤/ ١٢٦.

(٤) ابن جريح: هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج أبو خالد، أبو الوليد القرشي الأموي، ولد سنة (٨٠ هـ)، فقيه الحرم، كان إمام أهل الحجاز في عصره، وهو أول من صنف التصانيف في العلم بمكة، توفي سنة (١٥٠ هـ). انظر: سير أعلام النبلاء ٧/ ٣٢٥ - ٣٣٦ رقم (١٣٨) والأعلام ٤/ ٣٠٥ - ٣٠٦.

(٥) أم حبيبة: هي أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، مسندها خمس وعشرون حديثا، واتفق البخاري ومسلم على حديثين، وانفرد مسلم بحديثين، وهي من بنات عم رسول الله، ليس في أزواجه من هي أقرب نسبا إليه منها، عقد عليها بالحبشة وماتت سنة ٤٤ هـ في المدينة. انظر: سير أعلام النبلاء ٢/ ٢١٨ رقم (٢٣)، والإصابة ٤/ ٢٦١ رقم (٢٧٠).

(٦) أم يوسف: هي بركة، وقد تقدمت ترجمتها ص ٢٣٩.

(٧) ينظر تلخيص الحبير ١/ ٣١ - ٣٢، ومجمع الزوائد ٨/ ٢٧٠ - ٢٧١، قال: ورجاله رجال الصحيح.

(٨) انظر: نيل الأوطار ١/ ١٠٦، كتاب الطهارة - باب البول في الأواني للحاجة، وتلخيص الحبير ١/ ٣٢.

(٩) أميمة بنت رقيقة بنت عبد المطلب، أسلمت وهاجرت. قال ابن سعد: أطعمها رسول الله أربعين وسقا من تمر خيبر. =