تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب النجاسات

صفحة 208 - الجزء 1

  وقال في شرح الإرشاد: فيه الوجهان في منيه صحح الرافعي منهما النجاسة، وصحح النووي الطهارة، وجَوَّزَ أكله.

  قال: وصرح ابن الرفعة⁣(⁣١) بأن بيض ما لا يؤكل كلحمه في الحرمة، وهو المتجه. انتهى⁣(⁣٢).

  تنبيه: وإنما أسقط المؤلف أيده الله تعالى قوله في الأزهار: "أو جَلاَّلٍ قبل الاستحالة"؛ لدخوله في عموم قوله: ما خرج من نحو سبيل ذي دم لا يؤكل⁣(⁣٣)، فإنَّ مجرد حصوله في جوف الجلال - لا يؤثر في طهارته ما لم يستحل، وأما بعد الاستحالة التامة فيطهر بها كما يطهر كل نجس ومتنجس به بالاستحالة⁣(⁣٤) كما سيأتي، ولا يضر خروجه من عموم المفهوم مع دخوله تحت عموم المنطوق؛ إذ المنطوق أقوى من المفهوم. والله أعلم⁣(⁣٥).


(١) ابن الرفعة: أحمد بن محمد بن علي الأنصاري، أبو العباس نجم الدين، المعروف بابن الرفعه، فقيه شافعي، ولد سنة ٦٤٥ هـ، من فضلاء مصر، كان محتسب القاهرة وناب في الحكم، من مؤلفاته شرح التنبيه في نحو عشرين مجلدا، وبذل النصائح الشرعية في ما على السلطان وولاة الأمور وسائر الرعية، والمطلب شرح الوسيط، وغيرها، توفي سنة ٧١٠ هـ. انظر: معجم المؤلفين ١/ ١٤٠ رقم (١٠٤٦)، والأعلام ١/ ٢٢٢.

(٢) يحوه في روضة الطالبين ص ١٠.

(٣) في (ب، ج): غير مأكول.

(٤) في (ب، ج): ومتنجس بالاستحالة.

(٥) انظر: شرح الأزهار ١/ ٣٥، والتاج المذهب ١/ ١٩.