باب النجاسات
فصل: [طهارة ما خرج من سبيلي ما يؤكل والخلاف في ذلك]
  [وأما ما أفادته عبارة الأثمار بمفهومها](١)، وهو طهارة ما خرج من نحو سبيل المأكول، أو ما لا دم له من غير المأكول فذلك مذهب العترة جميعا(٢)، وبه قال [النخعي، و](٣) الأوزاعي(٤)، والزهري(٥)، ومالك، ومحمد، وزفر(٦).
  وعن بعض [أهل المذهب](٧) أن ذرق الدجاج والبط ونحوهما نجس(٨)؛ لنتنه، قيل: وكذا ما شاركه في العلة، وهي النتن من رجيع سائر ما يؤكل لحمه. ورد بأن التغير إلى النتن لا يقتضي النجاسة كخنز اللحم فإنه لا يقتضي النجاسة على الأصح، وإن حَرُم أكله(٩).
  خنز(١٠): - بخاء ثم نون مفتوحتين ثم زاي -(١١) وهو التغير(١٢).
  وذهب أكثر الفريقين إلى أن جميع الأبوال والأزبال نجسة. وكذا عندهم ما تجره الأنعام من أجوافها إلى أفواهها(١٣). قيل: واستثنى أبو حنيفة ذرق الطير، والبعرتين عند الحلب(١٤).
(١) في (ش): وأما المسائل التي تضمنها لفظ الأثمار بمفهومه. وفي (ب، ج): عبارة الأثمار لمفهومها.
(٢) انظر: شرح الأزهار ١/ ٣٥، والتاج المذهب ١/ ١٩.
(٣) ما بين المعقوفتين من (ش).
(٤) الأوزاعي: عبد الرحمن بن عمر بن يُحْمَد، أبو عمرو الشامي، من الأوزاع قرية بدمشق، وقيل: بطن من اليمن، المولود سنة (٨٨ هـ) بدمشق، وهو من فقهاء مدرسة الحديث، وكان له مذهب وانتشر ثم اندثر، إمام الديار الشامية في الفقه، وأحد الكتاب المتوسلين، عرض عليه القضاء فامتنع، له كتاب السنن في الفقه، وكتاب المسائل. قال ابن سعد: كان ثقة، وكان خيِّرًا فاضلاً مأمونًا كثير العلم والحديث والفقه، ومات ببيروت سنة (١٥٧ هـ). انظر: سير أعلام النبلاء ٧/ ١٠٧، والطبقات الكبرى لابن سعد ٧/ ٤٨٨.
(٥) الزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن شهاب الزهري، تقدمت ترجمته ص ١٦٦.
(٦) زفر: ابن الهذيل بن قيس العنبري البصري، صاحب أبي حنيفة، ولد سنة (١١٠ هـ)، كان فقيهًا حافظًا، ذا عقل، تولى قضاء البصرة، حدث عن الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وتوفي بها سنة ١٥٨ هـ. انظر: طبقات ابن سعد ٦/ ٢٧٠، والجواهر المضيئة في طبقات الحنفية ٢/ ٢٠٧، والأعلام ٣/ ٤٥، والمعارف ص ٤٩٦، لابن قتيبة أبو محمد بن عبد الله بن مسلم (ت: ٢٧٦ هـ) - بدون. والفهرست لابن النديم ص ٢٨٥.
(٧) في (ش): الأئمة.
(٨) شرح الأزهار ١/ ٣٥.
(٩) انظر: التاج المذهب ١/ ١٩، وشرح الأزهار ١/ ٣٥.
(١٠) في (ج): كخنز.
(١١) في (ب): بخاء ثم نون ثم زاي مفتوحين.
(١٢) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم ١٠/ ٥٩.
(١٣) انظر: إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ١/ ٣٠١.
(١٤) انظر: شرح فتح القدير ١/ ١٧٧، للإمام كمال الدين محمد بن عبد الواحد - دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان - بدون.