كتاب الطهارة
  وأما من علل طهارة أعالي الجرة بغير الضرورة فلا يلزمه ذلك، لكنه غير الأرجح. وهذا البحث يستدعي ذكر أطراف يطول بها الكلام. أضربت عن إيرادها اختصارًا والله الموفق(١).
  فائدة: ذكر الدميري(٢) في كتاب حياة الحيوان في سياق ذكر غزال المسك ما لفظه: وحقيقة المسك: دم يجتمع في سرتها في وقت معلوم من السنة بمنزلة المواد التي تنصب إلى الأعضاء، وهذه السرر جعلها الله تعالى(٣) معدنًا للمسك، فهي تثمر في كل سنة كالشجرة التي تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها، فإذا حصل ذلك الورم مرضت له الظباء إلى أن يتكامل، ويقال: إن أهل التُّبَّت يضربون لها أوتادًا في البرية تحتك بها ليسقط عندها، فيأخذونها(٤). وفي كتاب المفردات(٥) لابن البيطار(٦) نحو ذلك أبسط منه(٧).
  مسألة: [قال في شرح الإرشاد](٨): والزباد طاهر، لا يعرف في ذلك خلاف، والصحيح أنه عرق سنور بري، كما نقله الثقات عن المشاهدة.
  وفي كتاب حياة الحيوان - المتقدم ذكره ما لفظه: وأما سنور الزباد - قال القزويني(٩): هو كالسنور الأهلي لكنه أطول منه ذنبًا، وأكبر جثة(١٠)، ولونه إلى السواد أميل. وربما كان
(١) فتح الباري شرح صحيح البخاري ٩/ ٦٦٠.
(٢) الدميري: محمد بن موسى بن عيسى بن علي الدميري، القاهري، الشافعي (كمال الدين، أبو البقاء) مفسر، محدث، فقيه، أصولي، أديب، نحوي، ولد سنة (٧٤٢ هـ)، توفي سنة (٨٠٨ هـ)، من مؤلفاته: حياة الحيوان الكبرى، والنجم الوهاج في شرح منهاج الطالبين في فروع الفقه الشافعي، وشرح لامية العجم للصفدي، وشرح المعلقات السبع، وغيرها. انظر: الضوء اللامع ١٠/ ٥٩، ومعجم المؤلفين ٣/ ٧٤٣.
(٣) في (ب): جعلها الله سبحانه معدنا، وفي (ج): جعلها الله معدنا.
(٤) في (ب، ج): فيأخذوها، وهو خطأ، والصواب ما أثبت من الأصل.
انظر: حياة الحيوان ٢/ ١٠٥، لكمال الدين الدميري - مطبعة الاستقامة - القاهرة - (١٣٧٤ هـ/١٩٥٤ م).
(٥) كتاب في الطب والنباتات، واسمه: مفردات الأدوية، طبع في مجلدين. ينظر: الأعلام ٤/ ٦٧.
(٦) ابن البيطار: ضياء الدين عبد الله بن أحمد المالقي، أبو محمد، المعروف بابن البيطار، إمام النباتيين وعلماء الاعشاب، ولد في مالقة، وتعلم الطب، وانتهت إليه معرفة الحشائش، ورحل إلى بلاد الأغارقة، وأقصى بلاد الروم باحثا عن الأعشاب، وكان أحد الأذكياء، من مؤلفاته: مفردات الأدوية، والمغني في الأدوية المفردة، مرتب على مداواة الاعضاء، وميزان الطبيب، وغيرها، توفي في دمشق سنة ٦٤٦ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء ٢٣/ ٢٥٦ رقم (١٦٩)، والأعلام ٤/ ٦٧.
(٧) بلد ودولة شبة مستقلة معروفة اليوم تابعة للصين، تتمتع بنوع من الحكم الذاتي الموسوعة العربية ١/ ٤٨٨.
(٨) ما بين المعقوفتين من (ك).
(٩) القزويني: هو زكريا بن محمد بن محمود أبو يحيى الأنصاري القزويني، ولد بقزوين سنة (٦٠٥ هـ) مؤرخ، جغرافي، كان قاضي واسط، وقاضي الحلة أيام المستعصم العباسي، من مؤلفاته: كتاب عجائب المخلوقات، وآثار البلاد وأخبار العباد، توفي سنة (٦٨٢ هـ). انظر: الأعلام للزركلي ٣/ ٤٦، ومعجم المؤلفين ١/ ٧٣٤ رقم (٥٤٨١).
(١٠) في (ب، ج): وأكبر منه جثة.