باب النجاسات
  وعند المؤيد بالله(١)، والشافعي(٢)، وأبي يوسف(٣)، أنه نجس؛ لعموم الآية. قلنا: خصصها القياس على ميتته.
  واحترز به أيضًا عما ليس بسافح فإنه طاهر عند القاسم(٤)، والهادي(٥)، وأبي حنيفة(٦)؛ لتقييد المحرَّم بالسفح في الآية.
  وعن المؤيد، والإمام يحيى(٧)، والشافعي(٨): أن دون السافح نجس معفو عنه فقط؛ لعموم قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ}(٩)، وكالبول.
  قلنا: قيده بالسفح في الآية الأخرى ولا قياس مع النص.
  واختلف في تقدير غير السافح: فقيل: هو ما دون القطرة عند أبي طالب(١٠).
  وعن القاسم(١١): قدر نصف ظفر الإبهام(١٢).
(١) انظر: البحر الزخار ١/ ١٧، وضوء النهار ١/ ١١٠.
(٢) انظر: روضة الطالبين ص ١٠.
(٣) أبو يوسف: يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري الكوفي صاحب أبي حنيفة، فقيه وأصولي ومحدث حافظ، عالم بالتفسير والمغازي وأيام العرب، ولد سنة (١١٣ هـ)، وولي القضاء ببغداد لثلاثة من العباسيين ولقب بقاضي القضاة، توفي في بغداد سنة (١٨٢ هـ)، وقيل: ١٨١ هـ وله مصنفات. طبقات ابن سعد ٧/ ٣٣٠، والفهرست ٢٨٦، والجواهر المضيئة ٣/ ٤١٠، وتاريخ بغداد ١٤/ ٢٤٢.
انظر: البدائع ١/ ٦١.
(٤) القاسم: هو الإمام القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الملقب بالرسي، لتمركزه في جبل الرس قريب المدينة المنورة غربًا، وهو من أقمار العترة الرضية، انتهت إليه الرئاسة في عصره، وتميز بالفضل على أبناء دهره، ولد سنة (١٧٠ هـ)، ودعا إلى الله سنة (١٩٩ هـ)، ولبث في دعاء الخلق إلى أن توفي في جبل الرس سنة (٢٤٦ هـ)، وله مؤلفات منها: الدليل الكبير والدليل الصغير، والعدل والتوحيد، والرد على ابن المقفع، والرد على النصارى. انظر: التحف ١٤٥، والشافي ١/ ٢٦٢، والأعلام ٥/ ١٧١، والحدائق ٢/ ١، والإفادة في تاريخ الأئمة السادة ص ٨٨، للإمام أبي طالب - مركز أهل البيت - صعدة - ط ١ (١٤٢٢ هـ / ٢٠٠٢ م)، والمصابيح ص ٥٥٥، لأبي العباس الحسني - مؤسسة الإمام زيد بن علي - ط ١ (١٤٢١ هـ /٢٠٠١ م).
(٥) انظر: الانتصار ١/ ٣٩٨، والبيان الشافي ١/ ٣٨، والبحر الزخار ١/ ١٧، والأحكام ١/ ٥٢.
(٦) انظر: البدائع ١/ ٦١، ومختصر اختلاف العلماء ١/ ١٣١.
(٧) انظر: الانتصار ١/ ٣٩٨، والبحر الزخار ١/ ١٧.
(٨) انظر: روضة الطالبين ص ١٠، ومغني المحتاج ١/ ٧٩.
(٩) سورة المائدة: ٣.
(١٠) ينظر: الانتصار ١/ ٣٩٨، والبحر الزخار ١/ ١٧.
(١١) في (ب): القاسم #.
(١٢) الانتصار ١/ ٤٠٧، والبحر الزخار ١/ ١٧.