تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الطهارة

صفحة 241 - الجزء 1

  منه فطاهر أيضً فقيل: يجب غسله على مذهب الهادي⁣(⁣١) والقاسم، وينكر على من لا يغسله⁣(⁣٢).

  وعن المنصور بالله: يكفي مسحه بالشفرة⁣(⁣٣).

  وقيل: لا يحتاج إلى غسل ولا مسح؛ لما ثبت أن النبي ÷ لما نحر بدنه طبخ له من لحمها فأكل منه وتحسى من مرقه⁣(⁣٤)، ولم يؤثر أنه ÷ أمر بغسل المنحر ولا مسحه، وسيأتي الحديث في الحج إن شاء الله تعالى.

  تنبيه: قال في الانتصار: ويعفى عن الدم الذي يبقى في المنحر؛ لأنه لم يرو أن أحدًا أوجب غسله. انتهى⁣(⁣٥).

  قلت: قد يتوهم بعض الناس أن المراد بما ذكره: الدم الكثير الذي يحتقن في منحر الشاة بعد ذبحها.

  والأقرب أنه إنما أراد ما تلطخ به دم المنحر من الدم كما ذكره غيره في دم المذبح، يوضح ذلك ما نقله الفقيه يوسف⁣(⁣٦) عنه في ذكر شروط صحة الصلاة، حيث


(١) في (ب): الهادي #.

يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي، ولد بالمدينة سنة (٢٤٥ هـ)، بين مولده ووفاة جده القاسم سنة كاملة. خرج إلى اليمن مرتين: الأولى: سنة (٢٨٠ هـ) حتى بلغ موضعا يقال له: الشَّرَفَة من بلاد صنعاء، وأذعن له الناس، فأقام فيهم مدة يسيرة، ثم إنهم خذلوه وانصرف عنهم حتى صار إلى الحجاز، وشمل أهل اليمن من بعده البلاء ووقعت بينهم الفتن وبعد ذلك كتبوا إلى الإمام الهادي يسألونه النهوض إليهم ويعلنون بتوبتهم؛ فخرج للمرة الثانية سنة (٢٨٤ هـ). له مؤلفات عديدة منها: الأحكام، والمنتخب، والفنون، والمسائل، والتوحيد، والقياس، وغيرها الكثير، ولم يزل مجاهدا حتى توفي سنة (٢٩٨ هـ) بمدينة صعدة، وقبره فيها في جامعه المسمى باسمه جامع الهادي مشهور يزار. انظر: الشافي ١/ ٣٠٣، والحدائق ٢/ ٢٥، والتحف ١٦٧، والأعلام ٨/ ١٤١، ومصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن ص ٥٠٦.

(٢) انظر: البحر الزخار ١/ ١٧، شرح الأزهار ١/ ٤١.

(٣) انظر: البحر الزخار ١/ ١٧، شرح الأزهار ١/ ٤١.

(٤) انظر: الشفاء ٢/ ٥٤، ومسلم (١٢١٨)، وأبو داود رقم (١٩٠٥)، والبيهقي ٥/ ١٣٧، وابن ماجة رقم (٣٠٧٤).

(٥) انظر: الانتصار ١/ ٣٩٤.

(٦) الفقيه يوسف بن أحمد بن محمد بن عثمان الثلائي، عالم، مجتهد، من أعيان العلماء في القرن التاسع الهجري، محقق، زاهد، كان مستقرًا بهجرة العين من بلاد ثلاء، عكف على التدريس، وكان مأوى للطلبة يأتون إليه من كل فج، من تلامذته: القاضي يحيى بن أحمد بن مظفر صاحب البيان الشافي، وغيره، توفي بثلاء في جمادى الأخرى سنة (٨٣٢ هـ). انظر: طبقات الزيدية ٣/ ١٢٧٥ - ١٢٧٩، ومعجم المؤلفين =