تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الطهارة

صفحة 289 - الجزء 1

  قال الحاكم: صحيح على شرطهما، وقد احتجا [بجميع]⁣(⁣١) رواته. هكذا ذكره في التلخيص⁣(⁣٢).

  وفي شرح الإرشاد لابن أبي شريف ما لفظه: وفي رواية صحيحة للشافعي قلتين بقلال هجر.

  وروى الشافعي⁣(⁣٣) عن ابن جريج أنه قال: رأيت قلال هجر، والقلة منها تسع قربتين أو قربتين وشيئا. فاحتاط الشافعي وحسب الشيء نصفًا؛ إذ لو كان فوقه لقيل: ثلاث قرب إلا شيئًا، فإنه عادة أهل اللسان، فتكون القلتان خمس قرب، والقربة من قرب مكة، وهي التي عناها ابن جريج لا تزيد غالبًا على مائة رطل بغدادي.

  قال: وسيأتي في الزكاة أن رطل بغداد على مرجح الرافعي مائة وثلاثون⁣(⁣٤) درهمًا، وعلى مرجح النووي مائة وثمانية وعشرون درهمًا وأربعة أسباع درهم⁣(⁣٥).

  قال: وهذا التدقيق لا يناسب التقدير التقريبي. ورجح أن التقدير المذكور على جهة التقريب، فلا يضر نقصان رطل أو رطلين على الأشهر.

  قال: وتقدير القلتين بالمساحة في المكان المربع ذراعٌ وربع طولاً وعرضًا وعمقًا، بذراع اليد، وهو شبران باليد، وفي المستدير ذراع عرضًا، والعمق ذراعان. انتهى.

  وفي التلخيص ما لفظه: وقال ابن عبد البر⁣(⁣٦) في التمهيد: ما ذهب إليه الشافعي من حديث القلتين مذهب ضعيف من جهة النظر غير ثابت من جهة الأثر؛ لأنه حديث تكلم فيه


= (٥٨٥٩)، والدارقطني، كتاب الطهارة - باب حكم الماء إذا لاقته نجاسة ١/ ٢٣ رقم (٢٣)، والبيهقي، كتاب الطهارة - باب الفرق بين القليل الذي ينجس والكثير الذي لا ينجس ما لم يتغير ١/ ٢٦٢.

(١) في (ب): الجميع.

(٢) الحاكم ١/ ١٣٢، وتلخيص الحبير ١/ ١٧.

(٣) انظر: سنن البيهقي ١/ ٢٦٣، ٢٦٤، ومسند الشافعي ص ٢٩٧ رقم (٧٩٩)، للإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي - دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان - ط ١ (١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م)، والمهذب ١/ ٥٤، والأم ١/ ١٢، ١٣، والمجموع ١/ ١٧٢.

(٤) في (ب): مائة وثلاثين، والصواب ما أثبت من: (الأصل، ج).

(٥) انظر: المجموع ١/ ١٧٣.

(٦) هو الحافظ العلامة إمام الأندلس، محدث قرطبة، يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم، أبو عمر، ولد بقرطبة في الأندلس سنة (٣٦٨ هـ) ونشأ بها، من كبار حفاظ الحديث، وصاحب التصانيف الفائقة، مؤرخ، أديب، بحاثة، يقال له: حافظ المغرب. من مؤلفاته: البيان عن تلاوة القرآن (طبع)، والتمهيد لما في الموطأ من المعاني والمسانيد (طبع)، والاستذكار لمذاهب علماء الأمصار فيما تضمنه الموطأ من معاني الرأي والآثار (طبع)، وغيرها، توفي بشاطبة في الأندلس سنة (٤٦٣ هـ). انظر: سير أعلام النبلاء ١٨/ ١٥٣ رقم (٨٥).