تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الطهارة

صفحة 337 - الجزء 1

  والعلة في ذلك الحرمة على الصحيح⁣(⁣١). وقيل: خشية التنجيس⁣(⁣٢). وتناولت العبارة [أيضًا]⁣(⁣٣): تنحية ما فيه اسم الله مقصود، أو اسم ملك، أو نبي كذلك، أو شيء من القرآن.

  وعن بعضهم أنه يحرم إدخال المصحف الخلاء من غير ضرورة⁣(⁣٤)؛ ودليل ذلك ما رواه الترمذي وغيره عن أنس، قيل: وصححه ابن حبان وغيره: أن رسول الله ÷ كان إذا دخل الخلاء وضع خاتمه⁣(⁣٥). وكان نقش خاتمه ÷: محمد رسول الله، محمد سطر، ورسول سطر، والله سطر، كما ورد في الصحيح عن أنس⁣(⁣٦).

  قيل: فلو غفل عن تنحية ما عليه شيء من ذلك حتى اشتغل بقضاء الحاجة غيَّبَه بضم كفه عليه، أو جعله في فيه، أو عمامته.

  قيل: فلو تختم في يساره بما فيه شيء مما تقدم وجب نزعه عند الاستنجاء؛ خشية تنجيسه.

  قيل: أما لو نقش خاتمه محمدًا مثلا مريدا به نفسه أو اسمًا من أسماء الله تعالى التي تطلق على غيره كعزيز وكريم مريدًا به غير الله تعالى لم يكره استصحابه؛ نظرًا إلى المقصود. والله أعلم.


(١) هذا القول لأصحاب الشافعي كما في البحر الزخار ١/ ٤٣، وشرح الأزهار ١/ ٧١.

(٢) القول للفقيه محمد بن يحيى. انظر: شرح الأزهار ١/ ٧١.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ب، ج).

(٤) والمتجه تحريم إدخال المصحف ونحوه الخلاء من غير ضرورة؛ إجلالا له وتكريما. انظر: مغني المحتاج ١/ ٤٠.

(٥) الترمذي ٤/ ٢٠١ رقم (١٧٤٦)، كتاب اللباس - باب ما جاء في لبس الخاتم في اليمين. وقال: حديث حسن غريب، وأبو داود ١/ ٢٥ رقم (١٩)، كتاب الطهارة - باب الخاتم يكون فيه ذكر الله تعالى يدخل به الخلاء، وابن ماجة ١/ ١١٠ رقم (٣٠٣)، كتاب الطهارة وسننها - باب ذكر الله ø على الخلاء والخاتم في الخلاء، وصحيح ابن حبان ٤/ ٢٦٠ رقم (١٤١٣)، باب ذكر الخبر الدال على نفي إجازة دخول المرء الخلاء بشيء فيه ذكر الله، ومسند أبي يعلى ٦/ ٢٤٧ رقم (٣٥٤٣)، مسند الزهري عن أنس، وسنن البيهقي ١/ ٩، كتاب الطهارة - باب وضع الخاتم عند دخول الخلاء.

(٦) صحيح البخاري ٣/ ١١٣١ رقم (٢٩٣٩)، كتاب الخمس - باب ما ذكر من درع النبي ÷ وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه وما استعمل الخلفاء بعده من ذلك مما لم تذكر قسمته، ومن شعره وفعله وآنيته مما يتبرك به أصحابه وغيرهم بعد وفاته، والترمذي ٤/ ٢٢٩ رقم (١٧٤٧)، كتاب اللباس - باب ما جاء في نقش الخاتم. وقال: حديث أنس حديث حسن صحيح غريب. وصحيح ابن حبان ٤/ ٢٦١ رقم (١٤١٤)، باب ذكر السبب الذي من أجله كان يضع ÷ خاتمه عند دخوله الخلاء. و ١٢/ ٣٠٨ رقم (٥٤٩٦) باب ذكر ما كان نقش خاتم رسول الله ÷، وسنن الدارقطني في حديث طويل ٢/ ١١٣ رقم (٢)، كتاب الزكاة - باب زكاة الإبل والغنم، والمعجم الأوسط للطبراني ٥/ ١٧٥ رقم (٤٩٨٩).