تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الطهارة

صفحة 348 - الجزء 1

  إلى أبي بكر في شأنه ®(⁣١)؛ لأن هلاكه كان لسنتين وأشهر مضت من خلافة عمر ¥ بحوران من أرض الشام والله أعلم.

  (وصُلْب): هو بضم الصاد المهملة وسكون اللام، وهذا ثالث المكروهات؛ وذلك لما رواه أبو موسى قال: كنت مع رسول الله ÷ فأراد أن يبول فأتى دمثا في أصل جدار فبال، ثم قال: «إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله»⁣(⁣٢). أخرجه أبو داود، وفي رواته مجهول.

  ووجه ذلك مخافة أن ينتضح منه شيء فينجسه.

  الدَّمَثُ - بدال مهملة وميم مفتوحتين وآخره مثلثة -: الموضع السهل اللين⁣(⁣٣).

  ومعنى فليرتد: فليطلب⁣(⁣٤)، قيل: فإن أعوزه المكان اللين أخذ حجرًا أملس وسلَّه عليه سلا، قيل: أو يدق موضعًا منه بحجر أو نحوه. وكذلك يكره استقبال الريح لمثل ما ذكر في الصلب؛ من مخافة الترشش المأمور بالتنزه عنه، فيما رواه الدارقطني:


= يبول قائما إذ اتكأ فمات، قتلته الجن، فقالوا:

نحن قتلنا سيد الخز ... رج سعد بن عبادة

رميناه بسهمين ... فلم نخطئ فؤاده

وأخرج عبد الرزاق في مصنفه ٣/ ٥٩٧ رقم (٦٧٧٨)، باب موت الفجاءة، عن قتادة قال: قام سعد بن عبادة يبول، ثم رجع فقال: إني لأجد في ظهري شيئا، فلم يلبث أن مات، فناحته الجن، فقالوا:

قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة ... بسهمين فلم نخطئ فؤاده

والهيثمي في مجمع الزوائد ١/ ٢٠٦، باب البول قائما.

(١) وهو قول قوم: إن أمير الشام يومئذ كَمَّن له من رماه ليلا وهو خارج إلى الصحراء بسهمين، فقتله؛ لخروجه عن طاعة الإمام. انظر: شرح نهج البلاغة ١٠/ ١٠٧، تأليف: عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد (ت: ٦٥٦ هـ)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم - دار إحياء الكتب العربية عيسى البابي الحلبي وشركاه (بدون)، وهامش شرح الأزهار ١/ ٧٤.

(٢) أخرجه أبو داود ١/ ١٥ رقم (٣)، كتاب الطهارة - باب الرجل يتبوأ لبوله، وأحمد بن حنبل ٧/ ١٣٢ رقم (١٩٥٥٤)، والبيهقي في السنن ١/ ٩٣، كتاب الطهارة - باب الارتياد للبول.

(٣) الدمث: الأرض السهلة الرخوة، والرمل الذي ليس بمتلبد، يقال: دَمِثَ المكان دمثًا إذا لان وسهل. النهاية في غريب الحديث ٢/ ١٣٢.

(٤) يرتد: أي يطلب مكانا لينا؛ لئلا يرجعَ عليه رشاش بوله. يقال راد وارتاد واستراد. النهاية في غريب الحديث ٢/ ٢٧٦.