كتاب الطهارة
  «تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه»(١) ونحوه(٢)؛ ولما رواه أبو موسى(٣) عن النبي ÷ أنه قال: «لا يستقبل الريح فإنها ترده عليه». حكاه في شفاء الأوام(٤)؛ ولما روي عن النبي ÷ أنه كان يتمخر الريح إذا أراد أن يبول، أي ينظر أين تجري(٥).
  قال في التلخيص: روي أنه ÷ كان يتمخر الريح أي: ينظر [أين](٦) مجراها؛ لئلا ترد عليه البول. لم أجده من فعله ÷، وهو من قوله ÷ عند ابن أبي حاتم(٧) في العلل من حديث سراقة بن
(١) أخرجه الدارقطني في سننه ١/ ١٢٧ رقم (٢)، كتاب الطهارة - باب نجاسة البول والأمر بالتنزه منه، والحكم في بول ما يؤكل لحمه. وقال: المحفوظ مرسل. والطبراني في المعجم الكبير ١١/ ٧٩ رقم (١١١٠٤)، تلخيص الحبير ١/ ١٠٦ رقم (١٣٦)، وقال: رواته ثقات مع إرساله.
(٢) ما روي أن رسول الله ÷ مرَّ بقبرينِ، فقال: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ: إِنَّ أَحَدَهُمَا كَانَ لا يَتَنَزَّهُ مِنَ البَولِ، وَالآخَرُ كَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ». أخرجه البخاري ١/ ٨٨ رقم (٢٥١)، وقد تكرر، كتاب الوضوء - باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله، ومسلم ١/ ٢٤٠ رقم (٢٩٢)، كتاب الإيمان - باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه، والنسائي ١/ ٢٨ رقم (٣١)، كتاب الطهارة - باب التنزه عن البول، وأبو داود ١/ ٢٥ رقم (٢٠)، كتاب الطهارة - باب الاستبراء من البول، والترمذي ١/ ١٠٢ رقم (٧٠)، كتاب الطهارة - باب التنزه عن البول، وابن ماجة ١/ ١٢٥ رقم (٣٤٧)، كتاب الطهارة وسننها - باب التشديد في البول، وأحمد بن حنبل في مسنده ١/ ٤٨٥ رقم (١٩٨٠)، وابن حبان ٧/ ٣٩٨ رقم (٣١٢٨)، باب ذكر الخبر الدال على أن عذاب القبر قد يكون من النميمة، والطبراني في المعجم الأوسط ٦/ ٣٣٧، وأبو يعلى في مسند ٤/ ٥٣ رقم (٢٠٦٦) مسند جابر، وابن أبي شيبة في مصنفه ١/ ١١٥ رقم (١٣٠٤)، باب في التوقي من البول، والبيهقي في شعب الإيمان ٧/ ٤٩٢ رقم (١١٠٩٩)، باب في الإصلاح بين الناس إذا مرجوا وفسدت ذات بينهم، والبيهقي في السنن ١/ ١٠٤، كتاب الطهارة - باب التوقي عن البول.
(٣) أبو موسى: عبد الله بن قيسى بن سليم الأشعري، ولد في زبيد باليمن سنة ٢١ قبل الهجرة، صاحب رسول الله ÷، قدم مكة عند ظهور الإسلام فأسلم، وهاجر إلى أرض الحبشة، أول مشاهده خيبر، وهو أحد الحكمين، وخديعة عمرو بن العاص مشهورة، مات سنة ٤٢ هـ. انظر: سير أعلام النبلاء ٢/ ٣٨٠ رقم (٨٢)، والأعلام ٤/ ١١٤، والاستيعاب ٣/ ١٠٣ رقم (١٦٥٧)، وأسد الغابة ٣/ ٣٦٤ رقم (٣١٣٧)، ولوامع الأنوار ٣/ ١٨٩.
(٤) شفاء الأوام ١/ ٣١، باب آداب قضاء الحاجة، وكنز العمال ٩/ ٣٤٦ رقم (٢٦٣٧٤) بلفظ: «إذا بال أحدكم فلا يستقبل الريح ببوله فترده عليه، ولا يستنجي بيمينه». وتلخيص الحبير ١/ ١٠٧ رقم (١٣٧). وقال فيه: رواه ابن قانع، وإسناده ضعيف جدا.
(٥) انظر: تلخيص الحبير ١/ ١٠٦ رقم (١٣٧).
(٦) ما بين المعقوفتين سقط من (ب، ج).
(٧) عبد الرحمن بن إدريس الرازي بن أبي حاتم، العلامة، الحافظ، يكنى أبا محمد، ولد سنة ٢٤٠ هـ أو =