باب [آداب قضاء الحاجة]
[ومن ما يندب لقاضي الحاجة أيضًا الحمد والاستغفار]
  (ثم حمد واستغفار) أي ويندب(١) الحمد والاستغفار بعد الفراغ من قضاء الحاجة؛ لما رواه الترمذي من حديث أبي ذر عن النبي ÷ أنه كان يقول إذا خرج من الخلاء: «الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني في جسدي»(٢)، وفي رواية: «الحمد الله الذي أخرج عني أذاه وأبقى فيَّ منفعته». وفي إسناده ضعف(٣).
  وروي موقوفًا، ولعله أصح، وقد رواه ابن ماجة من حديث أنس مرفوعًا؛ ولما روي عن عائشة أنها قالت: كان رسول الله ÷ إذا خرج من الخلاء قال: «غفرانك». أخرجه أبو داود والترمذي. قيل: وصححه ابن خزيمة وغيره(٤).
(١) في (ب، ج): وندب.
(٢) أخرج ابن ماجة في سننه ١/ ١١٠ رقم (٣٠١)، كتاب الطهارة وسننها - باب ما يقول إذا خرج من الخلاء، عن أنس بن مالك قال: كان النبي ÷ إذا خرج من الخلاء قال: «الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني»، وابن أبي شيبة في المصنف ٦/ ١١٥ رقم (٢٩٩٠٧) بنفس لفظ ابن ماجة، موقوفا على أبي ذر. ولم أجد الحديث في سنن الترمذي باللفظ الذي ذكره المؤلف، وإنما ورد في سنن الترمذي ١/ ١٢ رقم (٧)، كتاب الطهارة - باب ما يقول إذا خرج من الخلاء، بلفظ: عن عائشة ^ قالت: كان النبي ÷ إذا خرج من الخلاء قال: «غفرانك». قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل، عن يوسف بن أبي بردة، وأبو بردة بن أبي موسى اسمه عامر بن عبد الله بن قيس الأشعري، ولا نعرف في هذا الباب إلا حديث عائشة ^ عن النبي ÷.
(٣) أخرجه الدارقطني ١/ ٥٧ رقم (١٢)، كتاب الطهارة - باب الاستنجاء، بلفظ: «إذا أتى أحدكم البراز فليكر من قبلة الله فلا يستقبلها ولا يستدبرها، ثم ليستطب بثلاثة أحجار، أو ثلاثة أعواد، أو ثلاث حثيات من التراب، ثم ليقل: الحمد الله الذي أخرج عني ما يؤذيني وأمسك عليَّ ما ينفعني»، وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان ٤/ ١١٣ بلفظ: عن النبي ÷ قال: «إن نوحا # لم يقم عن خلاء قط إلا قال: الحمد لله الذي أذاقني لذته وأبقى منفعته في جسدي، و أخرج عني أذاه»، أبن أبي شيبة في المصنف ١/ ١٢ رقم (٩)، باب ما يقول إذا خرج من المخرج بلفظ: «إذا خرج أحدكم من الخلاء فليقل: الحمد لله الذي أذهب عني ما يؤذيني وأمسك عليًّ ما ينفعني».
(٤) أخرجه أبو داود ١/ ٣٠ رقم (٣٠)، كتاب الطهارة - باب ما يقول الرجل إذا خرج من الخلاء، والترمذي ١/ ١٢ رقم (٧)، كتاب الطهارة - باب ما يقول إذا خرج من الخلاء، وابن ماجة ١/ ١١٠ رقم (٣٠٠)، كتاب الطهارة وسننها - باب ما يقول إذا خرج من الخلاء، وأحمد بن حنبل في مسنده ٩/ ٤٩٧ رقم (٢٥٢٧٥)، مسند عائشة، والدارمي في سننه ١/ ١٧٤، باب ما يقول إذا خرج من الخلاء، والبيهقي في السنن ١/ ٩٧، كتاب الطهارة - باب ما يقول إذا خرج من الخلاء، وابن خزيمة في صحيحه ١/ ٤٨ رقم (٩٠)، باب القول عند الخروج من المتوضأ، وابن حبان في صحيحه ٤/ ٢٩١ رقم (١٤٤٤)، باب ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا المغفرة عند خروجه من الخلاء، وابن أبي شيبة في المصنف ١/ ١١ =