باب الوضوء
  لكونهما من الوجه(١)؛ ولما رواه في الشفاء وغيره عن النبي ÷ أنه قال: «من توضأ فليتمضمض وليستنشق»(٢).
  وعنه ÷ أنه قال: «تمضمضوا واستنشقوا»(٣).
  وعن أبي هريرة أن رسول الله ÷ قال: «إذا توضأ أحدكم فليستنشق بمنخريه من الماء، ثم لينتثر» هذه إحدى روايات مسلم(٤).
  وفي الشفاء عنه ÷ أنه قال: «المضمضة والاستنشاق من الوضوء لا يقبل الله الصلاة إلا بهما»(٥).
  وعن علي ¥(٦) أنه دعا بوضوء فتمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى، ثم قال: "هذا وضوء رسول الله ÷". أخرجه النسائي(٧)؛ ولأن جميع من روى وضوء رسول الله ÷ حكى أنه تمضمض واستنشق، وفعله ÷ بيان للوضوء المأمور به، ولم ينقل عنه تركه لذلك إلى غير ذلك.
  وذهب الناصر والشافعي إلى أنهما سنة(٨)؛ لقوله ÷: «عشر من سنن المرسلين» وعد منها المضمضة والاستنشاق(٩).
(١) ينظر: البحر الزخار ١/ ٦٨، وشرح التجريد ١/ ١٢٨، والبيان الشافي ١/ ٨٩.
(٢) شفاء الأوام ١/ ٤٦، وسنن الدارقطني، كتاب الطهارة - باب ما روي في الحث على المضمضة والاستنشاق والبداءة بهما أول ا لوضوء ١/ ٨٤ رقم (٢).
(٣) أخرجه الدارقطني في سننه، كتاب الطهارة - باب ما روي من قول النبي ÷ في الأذنان من الرأس ١/ ٩٩ رقم (٤٤)، والديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب ٢/ ٥٤ رقم (٢٣٠٤)، وأبو نعيم في حلية الأولياء ٨/ ٢٨١، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت: ٤٣٠ هـ) - دار الكتاب العربي - بيروت - الطبعة الرابعة.
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة - باب الإيتار في الاستنشاق والاستجمار ص ١٥٥ رقم (٢٣٧)، وأحمد في مسنده ١/ ٣٠١ رقم (٢٧٣٩).
(٥) شفاء الأوام ١/ ٤٨، وأخرجه البيهقي في سننه، كتاب الطهارة - باب تأكيد المضمضة والاستنشاق ١/ ٥٢ رقم (٢٤٢)، والدار قطني في سننه، كتاب الطهارة - باب ما روي في الحث على المضمضة والاستنشاق والبداءة بهما أول الوضوء ١/ ٨٤ رقم (١).
(٦) في (ب، ج): #.
(٧) أخرجه النسائي في سننه، كتاب الطهارة - باب عدد غسل الرجلين ص ٢٤ رقم (١١٥)، والبيهقي في سننه، كتاب الطهارة - باب غسل الرجلين ١/ ٦٧ رقم (٧٧)، والدارقطني في سننه، كتاب الطهارة - باب غسل الرجلين ١/ ١٠٦ رقم (٤٩)، وأحمد في مسنده ١/ ١١٣ رقم (٩١٠).
(٨) ينظر: الناصريات ص ١١١، والمجموع ١/ ٣٩٥، وروضة الطالبين ص ٢٧.
(٩) مجموع الإمام زيد ص ٢٥، وتحفة الأحوذي، كتاب الوضوء - باب ما جاء في ا لمضمضة والاستنشاق ١/ ٩٩، =