القسم الأول: القسم الدراسي
  وَإِنْ بُلِيتَ بِخَصْمٍ لاَ خَلاَقَ لَهُ ... فَكُنْ كَأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ وَلَمْ تَقُل
  وَاسْتَشْعِرِ الْحِلْمَ فِي كُلِّ الأُمُورِ وَلاَ ... تَبْدُرْ بِبَادِرَةِ سَوْءٍ إِلَى رَجُل
  وَلاَ تُمَارِ سَفِيهًا فِي مُحَاوَرَةٍ ... وَلاَ حَلِيمًا لِكَيْ تَنْجُو مِنَ الزَّلَل
  ثُمَّ المِزَاحَ فَدَعْهُ مَا اسْتَطَعْتَ وَلاَ ... تَكُنْ عَبُوسًاوَدَارِ النَّاسَ عَنْ كَمَل
  وَلاَ يَغُرُّكَ مَنْ يُبْدِى بِشَاشَتَهُ ... مِنْهُمْ لَدَيْكَ فَإِنَّ السُّمَّ فِي العَسَل
  وَإِنْ أَرَدْتَ نَجَاحًا أَوْ بُلُوغَ مُنًى ... فَاكْتُمْ أُمُورَكَ عَنْ حَافٍ وَمُنْتَعِل
  وَامْكُرْ مُكُورَ غُرَابٍ فِي شَذَا نَمِرٍ ... فِي بَأْسِ لَيْثٍ كَمِيٍّ فِي دَهَا ثَعْل
  بِجُودِ «حَاتِمٍ» فِي إِقْدَامِ «عَنْتَرَةٍ» ... فِي حِلْمِ «أَحْنَفَ» في عِلْمِ الإِمَامِ «عَلِي»
  وَهُنْ وَعِزْ وَبَاعِدْ وَاقْتَرِبْ وَأَعِدْ ... وَابْخَلْ وَجُدْ وَانْتَقِمْ وَاصْفَحْ وَصِلْ وَصِل
  بِلاَ غُلُو وَلاَ جَهْلٍ وَلاَ سَرَفٍ ... وَلاَ تَوَانٍ وَلاَ سَخَطٍ وَلاَ مَلَل
  وَكُنْ أَشَدَّ مِنَ الصَّخْرِ الأَصَمِّ لَدَى الـ ... ـبَأْسَا وَأَسْيَرَ في الآفَاقِ مِنْ مَثَل
  حُلْوَ الْمَذَاقَةِ مُرًّا لَيِّنًا شَرِسًا ... صَعْباً ذَلُولاً عَظِيمَ الْمَكْرِ وَالحِيَل
  مُهَذَّبًا لَوْذَعِيًّا طَيِّباً فَكِهًا ... غَشَمْشَمًا غَيْرَ هَيَّابٍ وَلاَ وَكِلَ
  صَافِي الوِدَادَ فَمَنْ أَصْفَى مَوَدَّتَهُ ... حَقًّا وَأَحْقَدَ لِلأَعْدَاءِ مِنْ جَمَل
  شَهْمَ الفُؤَادِ وَقُورًا حُوَّلاً يَقِظاً ... وَارِي الزِّنَادِ أَتِيًّا غَيْرَ ذِي مَهَل
  لاَ يَطْمِئِنُّ إِلَى مَا فِيهِ مَنْقَصَةٌ ... عَلَيْهِ إِلاَّ لأَمْرٍ مَا عَلَى دَخَل
  وَلاَ يُقِيمُ بِأَرْضٍ طَابَ مَسْكَنُهَا ... حَتَّى يَقِدَّ أَدِيمَ السَّهْلِ وَالْجَبَل
  ولاَ يَصِيحُ إِلى دَاعٍ إِلى طَمَعٍ ... وَلاَ يُنِيخُ بِدَارٍ نَازِحِ العِلَل
  وَلاَ يُضَيِّعُ سَاعَاتِ الدُّهُورِ فَلاَ ... يَعُودُ مَا فَاتَ مِنْ أَيَّامِهَا الأُوَل
  وَلاَ يُرَاقِبُ إلاَّ مَنْ يُرَاقِبُهُ ... وَلاَ يُصَاحِبُ إلاَّ كُلَّ ذِي نُبُل
  وَلاَ يَعُدُ عُيُوبَ النَّاسِ مُحْتَقِرًا ... لَهُمْ وَيَجْهَلُ مَا فِيهِ مِنَ الخَلَل
  وَلاَ يَظُنُّ بِهِمْ سُوءًا وَلا َحَسَنًا ... تَصُوبُ مِنْ أَصْوَبِ الأَمْرَينِ بِالغِيَل
  وَلاَ يُؤَمِّلُ أَمَلاً لِصُبْحِ غَدٍ ... إِلاَّ عَلَى وَجْهٍ مِنْ وَثْبَةِ الأَجَل