تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الطهارة

صفحة 441 - الجزء 1

  والمذهب أن القيء إذا كان دما فحكمه حكم القيء لا الدم⁣(⁣١)؛ لعموم قوله ÷: «وقيء ذارع».

  وعن المنصور بالله وغيره⁣(⁣٢): بل حكمه حكم الدم⁣(⁣٣)؛ لما سيأتي. وعنه أنه كالدم في التنجيس وكالقيء في النقض. لنا ما تقدم.

  وأما الدم فدليل كونه ناقضا ما تقدم من قوله ÷: «ودم سائل»⁣(⁣٤)، وقوله ÷ في حديث تميم الداري⁣(⁣٥): «الوضوء من كل دم سائل»⁣(⁣٦)، وما روي عن سلمان الفارسي⁣(⁣٧) أنه رعف فقال له رسول الله ÷: «أحدث لك وضوءا»⁣(⁣٨) حكى هذين الخبرين في الانتصار⁣(⁣٩).

  وعن نافع⁣(⁣١٠) أن عبد الله بن عمر كان إذا رعف انصرف فتوضأ ثم رجع فبنى ولم يتكلم. رواه في الموطأ⁣(⁣١١).


(١) ينظر: البحر الزخار ١/ ٨٨ وذكر فيه أنه قول الهادي، والمؤيد بالله، ومحمد بن الحسن الشيباني. انظر: الانتصار ١/ ٨٧٨، وبدائع الصنائع ١/ ٢٧.

(٢) وهم أبو حنيفة وأصحابه.

(٣) ينظر: البحر الزخار ١/ ٨٨، والمهذب في فتاوى الإمام عبد الله بن حمزة ص ١٠، والبحر الرائق ١/ ٨٤.

(٤) سبق تخريجه ص ٥٦٩.

(٥) تميم بن أوس بن خارجة الدارى، أبو رقية، صحابى، كان عابدا؛، أسلم سنة ٩ هـ، وكان يسكن المدينة ثم انتقل إلى الشام بعد مقتل عثمان فنزل بيت المقدس، وهو أول من أسرج السراج بالمسجد، توفي سنة ٤٠ هـ للمقريزي فيه كتاب سماه (ضوء الساري في معرفة خبر تميم الداري). ينظر: سير أعلام النبلاء ٢/ ٤٤٢ رقم (٨٦)، وتهذيب الكمال ٤/ ٣٢٦ رقم (٨٠٠)، والأعلام ٢/ ٨٧.

(٦) أخرجه الدارقطني في سننه، كتاب الطهارة - باب ما روي في مس الإبط ١/ ١٥٧ رقم (٢٧)، وقال فيه: عمر بن عبد العزيز لم يسمع من تميم ولا رآه، واليزيدن مجهولان.

(٧) سلمان الفارسي مولى رسول الله، كان من فضلاء الصحابة وزهادهم، وأحد التجار، سكن العراق، عمر طويلاً، وفضائله كثيرة غزيرة، شهد بدرًا، وأحدًا وهو عبد يومئذ، والأكثر على أن أول مشاهده الخندق، ولم يفته بعد ذلك مشهد، توفي سنة ٣٥ هـ، روى له الجماعة. الاستيعاب ٢/ ١٩٤ رقم (١٠١٩)، وأسد الغابة ٢/ ٥١٠ رقم (٢٤٣٨) تهذيب الكمال ١١/ ٢٤٥ رقم ٢٤٣٨، والإصابة ٢/ ٦٠ رقم (٣٣٥٧).

(٨) أخرجه الدارقطني في سننه، كتاب الطهارة - باب في الوضوء من الخارج من البدن كالرعاف والقيء والحجامة ونحوه ١/ ١٥٦ رقم (٢٤)، والبزار ٦/ ٤٨٨، والطبري في الكبير ٦/ ٢٣٩ رقم ٦٠٩٨.

(٩) ينظر: الانتصار ١/ ٨٦٦، ٨٦٧.

(١٠) نافع مولى ابن عمر وراويه، مدني، تابعي، وفقيه مشهور، ثقة ثبت، وهو كثير الحديث، قال البخاري: أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر، بعثه عمر بن عبد العزيز إلى مصر يعلمهم السنن، توفي سنة ١١٧ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء ٥/ ٩٥ رقم (٣٤)، وتذكرة الحفاظ ١/ ٩٩ رقم (٩٢).

(١١) أخرجه مالك في الموطأ، كتاب الطهارة - باب ما جاء في الرعاف ١/ ٣٨ رقم (٧٧)، والدارقطني في سننه، =