باب الوضوء
  وعن الناصر أنه ينقض(١)، للحديث: «لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار» حكاه في الشفاء(٢).
  قلنا: لا تصريح فيه، سلمنا، فخصه الإجماع.
[حكم تعمد الكذب والنميمة والغيبة وأذى المسلم والقهقهة]
  قوله أيده الله تعالى: (وتعمد كذب ونميمة وغيبة وأذى مسلم وقهقهة في الصلاة) فهذه الخمسة وإن لم يقطع بكبرها فهي ناقضة عند أهل المذهب؛ لأدلة تخصها [منها ما حكاه في شفاء الأوام من حديث زيد بن ثابت عن النبي ÷ أنه قال: «الغيبة والكذب ينقضان الوضوء»(٣) .](٤)
  وعن أنس قال: كان رسول الله ÷ يأمرنا بالوضوء من الحدث ومن أذى المسلم. حكاه في أصول الأحكام والشفاء(٥).
  وعن ابن مسعود أنه قال: لأن أتوضأ من الكلمة الخبيثة أحب إلي من أن أتوضأ من الطعام الطيب(٦).
(١) ينظر: الناصريات ص ١٣٨.
(٢) شفاء الأوام ١/ ٧٩، باب نواقض الوضوء، والديلمي في مسند الفردوس بمأثور الخطاب ٥/ ١٩٩ رقم (٧٩٩٤). وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، فصل في محقرات الذنوب، عن ابن عباس موقوفا ٥/ ٤٥٦ رقم (٧٢٦٨) بلفظ: «لا كبيرة بكبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة بصغيرة مع الإصرار».
(٣) شفاء الأوام ١/ ٧٨، باب نواقض الوضوء، وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس بمأثور الخطاب ٣/ ١١٦ رقم (٤٣٢٢) بلفظ: الغيبة تنقض الوضوء والصلاة. ما الكذب في نقضانه للوضوء فيشهد له ما أخرج الديلمي في مسند الفردوس بمأثور الخطاب ٢/ ١٩٧ رقم (٢٩٧٩): «خمس يفطرن الصائم وينقضن الوضوء: الكذب، والغيبة، والنميمة، والنظر بالشهوة، واليمين الكاذبة».
(٤) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).
(٥) أصول الأحكام ١/ ٤٢ رقم (١٣٦)، وشفاء الأوام ١/ ٧٨، باب نواقض الوضوء، وذكر ابن دقيق العيد في الإمام في معرفة أحاديث الأحكام بسنده إلى أنس ٢/ ٣٣٥ ورواه موقوفا على عبيدة السلماني، ومصنف عبد الرزاق ١/ ٣٢ رقم (٩٩) بلفظ: عن علقمة بن قيس قال: الوضوء من الحدث وليس من الموطئ، ومصنف ابن أبي شيبة ١/ ١٢٥ رقم (١٤٢٧) بلفظ: عن أيوب، عن محمد، قال: نبئت أن شيخا من الأنصار كان يمر بمجلس لهم فيقول: أعيدوا الوضوء فإن بعض ما تقولون أشر من الحدث.
(٦) ابن أبي شيبة، باب في الوضوء من الكلام الخبيث والغيبة ١/ ١٢٥ رقم (١٤٢٥)، وأخرجه في مصنف =