تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الطهارة

صفحة 449 - الجزء 1

  رأيتك تبري للصديق نوافذًا ... عدوَّك من أمثالها الدهر آمن

  وتكشف أسرار الأخلاء مازحا ... ويا رُبَّ مزح عاد وهو ضغائن

  سأقطع⁣(⁣١) ما بيني وبينك صائنا ... عهودك إنَّ الحرَّ للعهد صائن

  وألقاك بالبشر الجميل مداهنا ... فلي منك خلٌّ ما علمت مداهن

  أَنَمُّ بما استودعته من زجاجة ... يرى ظاهرًا ما خلفها وهو باطن⁣(⁣٢)

  وأما الغيبة: فهي⁣(⁣٣) إفهامك الغير⁣(⁣٤) ولو بالإشارة ما فيه انتقاص لغائب بما لا ينقصه عند الله.

  وأما أذى المسلم: فالمراد به كل ما يتأذى به من قول أو فعل لا يسوغه الشرع ولو بذم رَحِمِهِ الفاسق، وإنما تكون هذه الثلاثة معاصي نواقض إذا تُعُمِّدَتْ، ولم يكن القصد بها نصيحة مسلم، أو شكوى إلى منصف، أو [جرح]⁣(⁣٥) شاهد للحق، أو نحو ذلك.

  وأما القهقهة في الصلاة: فالمذهب أن تعمدها في الصلاة ينقض الوضوء⁣(⁣٦) لا في غير الصلاة⁣(⁣٧)، ولا إذا غلبه الضحك ولم يقدر على دفعه، وفيها أقوال: الأول للشافعي: أنها لا تنقض مطلقًا [عمدًا كانت أو سهوًا]⁣(⁣٨).

  الثاني لأبي حنيفة: أنها تنقض مطلقًا عمدًا كانت أو سهوا⁣(⁣٩).


= أفشى له سرًّا. ينظر يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر، تأليف: أبي منصور عبد الملك الثعالبي النيسابوري (ت: ٤٢٩ هـ)، تحقيق: د. مفيد محمد قميمة - دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان - ط ١ (١٤٠٣ هـ/١٩٨٣ م). ٢/ ١٩٥.

(١) في يتيمة الدهر: سأحفظ ما بيني ....

(٢) في يتيمة الدهر: ترى الشيء فيها ظاهرا وهو باطن.

(٣) في (ب، ج): فهو إفهامك.

(٤) في (ب): للغير.

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).

(٦) في (ب، ج) بزيادة: في الصلاة.

(٧) ينظر: الانتصار ١/ ٩٠٥، وشرح التجريد ١/ ١٨١، والبحر الزخار ١/ ٩١، وشرح الأزهار ١/ ١٠١.

(٨) ما بين المعقوفتين من (ج).

وبه قال من الصحابة: عبد الله بن مسعود، وجابر بن عبد الله، وأبو موسى الأشعري. ومن التابعين: عطاء، والزهري، وعروة بن الزبير، ومن الفقهاء: مالك، وأحمد، وإسحاق. ينظر: الحاوي الكبير ١/ ٢٤٩، والمجموع ٢/ ٧٢، والعزيز شرح الوجيز ١/ ١٥٣، والكافي لابن عبد البر ١/ ١٨، وعيون المجالس ١/ ١٤٨، والمغني ١/ ١٦٩.

(٩) ينظر: مختصر اختلاف العلماء ١/ ١٦١، والهداية ١/ ١٨.