كتاب الطهارة
  [شرح](١): البَضْعَةُ بفتح الموحدة وسكون الضاد المعجمة(٢)، والحِذوة بكسر الحاء المهملة وسكون الذال المعجمة: وهي ما قطع من اللحم طولا(٣)، وقيل: الصواب حذية، بالياء المثناة من تحت كما في النهاية؛ ولقول علي: "ما أبالي أنفي مسست أم أذني أم ذكري". حكاه في أصول الأحكام والشفاء(٤).
  وحكي في التلخيص عن أبي يعلى بإسناده إلى عائشة عن النبي ÷ نحوه. وقال في التلخيص: حديث علي بن طلق أن رسول الله ÷ سئل عن مس الذكر في الصلاة فقال: «هل هو إلا بضعة منك» رواه أحمد، وأصحاب السنن، والدارقطني(٥)، وصححه عمرو بن علي الفلاس(٦)، وقال: هو عندنا أثبت من حديث بسرة.
  وروي عن ابن المديني(٧) أنه قال: هو عندنا أحسن من حديث بسرة
(١) ما بين المعقوفتين من (ج).
(٢) البضعة: القطعة، تقول: أعطيته بضعة من اللحم إذا أعطيته قطعة مجتمعة. لسان العرب ٨/ ١٢، مادة: بضع.
(٣) النهاية في غريب الحديث والأثر ١/ ٣٥٧ باب الحاء مع الذال.
(٤) أصول الأحكام ١/ ٤٣ رقم (١٤٠)، وشفاء الأوام ١/ ٨٣، باب نواقض الوضوء، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ١/ ١٥٢ رقم (١٧٤٩)، والطحاوي في شرح معاني الآثار ١/ ٧٨.
(٥) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الطهارة - باب الرخصة في ذلك ص ٤٧ رقم (١٨١)، والدارقطني في سننه، كتاب الطهارة - باب ما روي في لمس القبل والدبر والذكر والحكم في ذلك ١/ ١٤٩ رقم (١٧)، والنسائي في سننه، كتاب الطهارة - باب ترك الوضوء من ذلك ص ٣٢ رقم (١٦٥)، وابن حبان في صحيحه، في باب ذكر البيان بأن حكم المتعمد والناسي في هذا سواء ٣/ ٤٠٣ رقم (١١٢٠)، وأحمد في مسنده ٤/ ٢٢.
(٦) في النسخ: عمر بن علي الفلاس، والصحيح ما أثبتناه. وهو عمرو بن علي بن بحر بن كُنَيْزٍ الباهلي أبو حفص البصري الصَّيْرَفِي الفَلاَّس الحافظ. وثقه النسائي، وابن حبان، ومسلمة بن قاسم، وأثنى عليه أبو زرعة، والدارقطني، وقال أبو حاتم: بصري صدوق. وقال حجاج بن الشاعر: لا يبالي أحدَّث من حفظه عمرو بن علي أو من كتابه، وذكره ابن حبان في الثقات، توفي سنة ٢٤٩ هـ، روى له الجماعة. ينظر: تهذيب الكمال ٢٢/ ١٦٢ رقم (٤٤١٦)، وتهذيب التهذيب ٨/ ٦٦ رقم (٥٢٨١)، والجرح والتعديل ٦/ ٢٤٩ رقم (١٣٧٥)، والثقات لابن حبان ٨/ ٤٨٧.
(٧) ابن المديني: علي بن عبد الله بن جعفر السعدي بالولاء المديني، البصري، أبو الحسن: محدث مؤرخ، كان حافظ عصره، ارتحل في طلب العلم إلى الآفاق. له نحو مائتي مصنف. وكان أعلم من الإمام أحمد باختلاف الحديث. ولد بالبصرة سنة (١٥٤ هـ)، ومات بسامراء سنة (٢٣٤ هـ). من كتبه: الأسامي والكنى ثمانية أجزاء، والطبقات عشرة أجزاء، وقبائل العرب عشرة أجزاء، والتاريخ عشرة أجزاء، واختلاف الحديث خمسة أجزاء، وعلل الحديث ومعرفة الرجال، وغيرها. سير أعلام النبلاء ١١/ ٤١ رقم (٢٢)، وتهذيب الكمال ٢١/ ٥ رقم (٤٠٩٦)، والأعلام ٤/ ٣٠٣.