قوله أيده الله تعالى: (وتجدد تجويز ماء قبل فراغ) هذا هو السادس من نواقض التيمم، وهو آخرها، وهو مختص بمن⁣^(⁣١) عذره عدم الماء، وقد أقام المؤلف أيده الله تعالى تجدد تجويز وجود الماء مقام وجوده في بطلان التيمم، وذلك نحو أن يطلع ركب فيجوز وجود الماء معهم، وقد ذكر معنى ذلك في البحر حيث قال: أو وجود الماء أو تجويزه، كمن رأى ركبا. انتهى⁣^(⁣٢). وكلام الأزهار حيث قال: ووجود الماء مبني على ما حكاه في الغيث عن الكافي حيث قال فيه: ولا⁣^(⁣٣) خلاف أنه لو رأى سرابا فظنه ماء فخرج من الصلاة أنه يعود في صلاته بذلك التيمم. قال: وعلى هذا لو ظن مع الركب ماءً فلم يجده [صلى بتيممه الأول]⁣^(⁣٤). انتهى.

  قال في الغيث: وهو لا يخلو إما أن يجده قبل الدخول في الصلاة، أو بعد الدخول فيها إن وجده قبلها، ففيه قولان:

  الأول: المذهب أن ينتقض تيممه بشرط أن لا يحتاجه لنفسه ولا لبهائمه⁣^(⁣٥).

  قلت: ولا لمحترم غيرهما. قال: ولا يخشى من استعماله ضررا.

  وعلى قول أحمد بن يحيى: ولا فوت الصلاة باستعماله.

  قلت: وحجة أهل هذا القول⁣^(⁣٦) قوله ÷: «إذا لم تجد الماء»⁣^(⁣٧)؛ ولأنه كتغير اجتهاد الحاكم قبل التنفيذ.

  القول الثاني: للشعبي وأبي سلمة⁣^(⁣٨) بن عبد الرحمن⁣^(⁣٩) أنه لا ينتقض⁣^(⁣١٠)؛

(١) في (ج): مختص لمن عذره.

(٢) البحر الزخار ١/ ١٢٨.

(٣) في (الأصل): لا خلاف.

(٤) ما بين المعقوفتين من (ب، ج).

(٥) ينظر: الانتصار ٢/ ٣١١، ٣٢١، والبحر الزخار ١/ ١٢٨. وهو كذلك محكي عن الشافعي، وأبي حنيفة، ومالك. ينظر: روضة الطالبين ص ٥٣، ومختصر الطحاوي ص ٢١، والكافي لابن عبد البر ١/ ٤٥.

(٦) في (ب، ج): وحجة أهل القول الأول.

(٧) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة ص ٢٤٥ رقم (٥٢٢)، والبيهقي في سننه، في باب إعواز الماء بعد طلب ١/ ٢٢٣ رقم (١٠٠١)، وابن حبان في صحيحه في ذكر ما فُضَّلَ ÷ على من قبله من الخصال المعدودة ١٤/ ٣١٠ رقم (٦٤٠٠).

(٨) في (ب): وأبي مسلم.

(٩) أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري، اسمه عبد الله، وقيل: إسماعيل، وقيل: اسمه كنيته، ولاه سعيد بن العاص قضاء المدينة، فقيه ومحدث وكان كثيرًا ما يخالف ابن عباس. وثقه ابن سعد. روى له الجماعة. ينظر: طبقات ابن سعد ٥/ ١٥٥، والجرح والتعديل ٥/ ٩٣ رقم ٤٢٩، وتهذيب الكمال ٣٣/ ٣٧٠ رقم ٧٤٠٩، وتهذيب التهذيب ١٢/ ١٠٣ رقم ٨٤٧٦، وسير أعلام النبلا ٤/ ٢٨٧ رقم ١٠٨.

(١٠) ينظر: الانتصار ٢/ ٣١١، ٣١٢ وفيه: أنه يصلي بتيممه ولا ينتقض، وهذا شيء حكاه العمراني صاحب البيان =