كتاب الصلاة
  والفرق بينهما أن المسبب يوجد بوجود سببه. ولا ينتفي بانتفائه؛ لجواز أن يخلفه سبب آخر، بخلاف الشرط فإنه مصحح لأمور. ويجب تحصيله إذا كان ممكنًا، وورد الأمر بالمشروط مطلقًا، وينتفي المشروط بانتفائه كما هو محقق في مواضعه.
  [قوله](١): (ويشرط لوجوبها وصحتها كما مر: التكليف بعقل) أي شرط لوجوب الصلاة ولصحتها الحقيقية والمجازية كما مر في الوضوء: التكليف(٢) بإكمال العقل، فلا يجب على مجنون، أو زائل عقل بإغماء أو سكر؛ لأن تكليفه بها في حال عدم العقل تكليف بما لا يعلم، وهو قبيح إجماعًا، فلا يجوز من الله سبحانه إيجابها عليه، وكذلك سائر التكاليف العقلية والشرعية، وكما لا تجب [عليه](٣) لا تصح منه؛ والوجه واحد.
  والمراد بالعقل مجموع علوم عشرة ضرورية، فمن اجتمعت في حقه فهو عاقل تتوجه عليه التكاليف وتصح منه تأديتها(٤)، وقد جمعها [حي](٥) الإمام المهدي في قوله:
  علم(٦) بحال النفس ثم بديهة ... كذا خِبرة ثم المشاهد رابع(٧)
  ودائرة والقصد بعد تواتر ... جلي أمور والتعلق تاسع
  وعاشرها تمييز حسن وضده ... فتلك علوم العقل إما(٨) تراجع
(١) ما بين المعقوفتين من (ب، ج).
(٢) في (ب، ج): والتكليف.
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).
(٤) القائل بأن العقل هو العلوم الضرورية المجموعة في علوم عشرة هو الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى، والمعتزلة. شرح الأساس الكبير ١/ ١٢٦.
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من (ب، ج).
(٦) في (ج): فعلم، وهو الصواب.
(٧) فالأول: علم بحال النفس: أي بوجودها وأحوالها من كونه مشتهيًا، ونافرًا، وآلمًا، وملتذًّا، وخائفًا، وآمنًا، ومريدًا. الثاني: العلم بالمشاهد عند سلامة الأحوال. الثالث: العلم بالبداهة، نحو كون العشرة أكثر من الخمسة. الرابع: العلم بحصر القسمة الدائرة لما تناوله كالعلم بأن المعلوم لا يخلو إمام أن يكون موجودًا أو معدومًا. الخامس: العلم بتعلق الفعل بفاعله على سبيل الجملة. السادس: العلم بمقاصد المخاطبين فيما تجلى وظهر دون ما لطف وخفي. السابع: الأمور الجلية قريبة العهد، كعلم الإنسان عقيب تعشيه أو تغديه ما كان طعامه وإدامه. ثامنها: العلم بالخبريات، كانكسار الزجاج، واحتراق القطن بالنار. وتاسعها: العلم بقبح القبيح ووجوب الواجب العقليين، كالظلم والكذب، ورد الوديعة. وعاشرها عند أبي علي الجبائي: العلم بمخبر الخبر المتواتر. ينظر: البيان الشافي لابن مظفر ١/ ١٦٤، وشرح الأساس الكبير ١/ ١٢٦ - ١٣١ بتصرف، ودامغ الأوهام للإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى (خ).
(٨) في (ب، ج): مهما تراجع.