كتاب الصلاة
  والثاني: كسر الحاء على أنه اسم فاعل منتصبًا على الحال، أي تكره الصلاة حال كونها مزاحمة لنجس على المجاز العقلي، وهو إسناد الفعل أو [ما في](١) معناه إلى غير ما هو له في الظاهر، فالمراد(٢) بمزاحمة الصلاة للنجس مزاحمة صاحبها له، كما ذكروه(٣) {فِي عِيشَةٍ}(٤) ونحوها كذا قيل، وهو كلام جيد، ووجه حسن، بل هو أصح تركيبا، وأشد ملائمة [للكلام](٥)؛ لاطراد كون فاعل "يكره" ضمير الصلاة في المتعاطفات جميعها، وعلى الوجه الأول يكون فاعل "تكره" لفظ "مزاحمة، وفيما قبله وبعده ضمير الصلاة، وذلك تعقيد مخل بالفصاحة، والله أعلم.
  قوله أيده الله تعالى: (وعلى لبد ونحوه) أي وتكره الصلاة على اللبد: وهو [ما لبد](٦) من الصوف والشعر(٧) والوبر، وكذا نحوه، وهي(٨) البسط المنسوجة من الثلاثة المذكورة أو من بعضها، وفي ذلك ثلاثة أقوال:
  الأول للإمامية: أن السجود عليها لا يجزئ(٩).
  الثاني للهادي: أن ذلك يكره؛ لأن فيه مخالفة للمندوب من السجود على الأرض أو على ما أنبتت(١٠)؛ لقوله ÷: «وجعلت لنا(١١) الأرض مسجدًا»(١٢) ونحوه.
  القول الثالث للمنصور بالله، والمؤيد بالله وسائر العلماء: أنه لا يكره(١٣).
(١) ما بين المعقوفتين ساقط من (ب، ج).
(٢) في (ب، ج): والمراد.
(٣) في (ج): ذكروا.
(٤) سورة الحاقة: ٢١.
(٥) ما بين المعقوفتين ساقط من (ج).
(٦) في (ب): اللبد.
(٧) في (ب، ج): أو الشعر أو الوبر.
(٨) في (ب): وهو البسط.
(٩) اللمعة الدمشقية ١/ ١٥٥.
(١٠) الأحكام ١/ ١٣١، والانتصار ٣/ ٩٣، والبيان الشافي ١/ ٢٠٩.
(١١) في (ب): وجعلت لي.
(١٢) سبق تخريجه ص ٦٩٩ ..
(١٣) ينظر: الانتصار ٣/ ٩٢، وشرح الأزهار ١/ ١٨٨، والمعاني البديعة ١/ ٢٥١، والبحر الزخار ١/ ٢٢٥، والتذكرة الفاخرة ص ٩٢.