كتاب الصلاة
  النبي ÷(١)، وهذه من زيادات الأثمار، ولا بد من اعتبارها؛ إذ لا يصح منه التحري إلا مع عدم خبر العدل المعاين؛ قياسًا على دخول الوقت.
  وأما المربوط على خشبة [ونحوها](٢)، والمريض الذي لا يجد من يوجهه فيصلي كيف أمكنه [في آخر الوقت](٣)، وذلك مما خرج أيضًا بالتقييد بالقادر. والله أعلم(٤).
  قوله أيده الله تعالى: (وإلا تحرى لجهتها) إي و(٥) إن لم يكن المصلي معاينًا ولا في حكمه، على التفصيل المتقدم، وجب عليه التحري لجهة الكعبة إذا كان ممن يمكنه التحري والاجتهاد بالأمارات، وهي تختلف باختلاف الجهات، فمنها بالنظر إلى جهاتنا اليمنية سهيل(٦)، فإنه عند انتهاء طلوعه يكون في قفا المتوجه إلى الكعبة، ومنها بنات نعش الكبرى(٧). قيل: فيستقبل السادس منها عند انحدارها، ومنها الشمس فإنها في الشتاء عند غروبها تسامت أذن المستقبل اليسرى، وفي الصيف [تسامت](٨) مؤخر عينه اليسرى، [وفيما](٩) بينهما تدور فيما بين العين والأذن. ومنها القطب(١٠)، وهو كوكب صغير، وهو الآخر من بنات نعش الصغرى، و(١١) أولها الفرقدان(١٢)، وهو من أقوى الأمارات. قيل: فمن كان باليمن تياسر عن مقابلته قدر قدم أو نصفه، ومن كان بالشام جعله وراءه، ومن كان بالعراق جعله خلف كتفه الأيمن، ومن كان بمصر فخلف كتفه الأيسر. والله أعلم(١٣).
(١) ينظر: روضة الطالبين ص ٩٩.
(٢) ما بين المعقوفتين ساقط من (ب، ج).
(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من (ب).
(٤) التذكرة الفاخرة ص ٩٣، والانتصار ٢/ ٨٠٦.
(٥) الواو ساقط من (ب، ج).
(٦) سهيل: نجم يماني، عند طلوعه تنضج الفواكه، وينقضي القيظ، وقيل: كوكب لا يرى بخراسان ويرى بالعراق وقيل: يرى بالحجاز وفي جميع أرض العرب لا، ويرى بأرض أرمينية. تاج العروس ١٤/ ٣٦٢.
(٧) بنات نعش: سبعة كواكب، أربعة منها نعش؛ لأنها مربعة، وثلاث بنات نعش: وهي الكبرى، والصغرى؛ وسميت بذلك تشبيهًا بحملة النعش في تربيعها. تاج العروس ٩/ ٢١٠.
(٨) ما بين المعقوفتين ساقط من (ب، ج).
(٩) في (ب، ج): وما.
(١٠) القطب: كوكب بين الجَدْي والفرقدين يدور عليه الفلك. مختار الصحاح ص ٢٩٤.
(١١) الواو ساقط من (ب، ج).
(١٢) الفرقدان: نجمان قريبان من القطب. مختار الصحاح ص ٢٧٣.
(١٣) ينظر: شرح الأزهار ١/ ١٩٣، وروضة الطالبين ص ٩٩.