تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 77 - الجزء 2

  وقيل: هو الكعبة والحجر فقط. واختاره الإمام يحيى؛ لقوله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ}⁣(⁣١). قالوا: ولا فرق بين البيت الحرام والمسجد الحرام⁣(⁣٢)، قالوا: والحجر من الكعبة؛ لما روته عائشة قالت: كنت أحب أن أدخل البيت فَأُصَلِّيَ فيه، فأخذَ رسول الله ÷ بيدي فأدخلني الحجر فقال لي: «صلي فيه إن أردت، فإنما هو قطعة منه، وإن قومك اقتصروا⁣(⁣٣) حين بنوا الكعبة فأخرجوه من البيت». أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي، وللموطأ نحوه⁣(⁣٤).

  وأما مسجد بيت المقدس؛ فلأنه إحدى القبلتين، ومسجد الخليل، ومكان الأنبياء من بني إسرائيل $، والمبارك حوله بنص القرآن⁣(⁣٥).

  وأما مسجد الكوفة فقيل: لأنه صلى فيه سبعون نبيا⁣(⁣٦)، وقال في البحر: برك فيه


(١) سورة المائدة: ٩٧.

(٢) البحر الزخار ١/ ٢٢٠، والانتصار ٣/ ٦٨.

(٣) لفظ الترمذي: استقصروه.

(٤) أبو داود ٢/ ٥٢٦ رقم (٢٠٢٨)، كتاب المناسك - باب الصلاة في الحجر، والترمذي ٣/ ٢٢٥ رقم (٨٧٦)، كتاب الحج - باب ما جاء في الصلاة في الحجر، وقال: حسن صحيح، والنسائي ٥/ ٢١٩ رقم (٢٩١٢)، كتاب الحج - باب الصلاة في الحجر.

(٥) شرح الأزهار ١/ ٢٠١، والبيان الشافي ١/ ١٩٥، والانتصار ٣/ ٦٥.

(٦) شرح الأزهار ١/ ٢٠١، والبيان الشافي ١/ ١٩٥، والانتصار ٣/ ٦٥.