تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

فصل: [أفضل أماكن الصلاة]

صفحة 78 - الجزء 2

  سبعون نبيا⁣(⁣١)، وقيل: لأن عليًّا نصب قبلته. وفي جميع هذه الأقوال نظر؛ لأن الكوفة إنما عمرت في خلافة عمر بن الخطاب ¥ على يدي سعد بن أبي وقاص ¥، وعمر مسجدها يومئذ ولم يكن فيها مسجد ولا بناء قبل ذلك، وقد قيل: إن وجه أفضليته ملازمة علي للصلاة فيه أيام وقوفه بالكوفة إلى أن استشهد فيه، ولعل هذا هو الصواب، والله أعلم⁣(⁣٢).

  وأما ما شرف عامره فدليله القياس على مسجد النبي ÷، والمراد بشرف عامره أن يكون ذا فضل في الدين والعلم، لا شرف النسب والمال والسلطان، فلا عبرة بذلك.

  وزاد في الأزهار: "الجوامع"، وهي ما كثرت فيها الجماعات؛ ووجهه حصول فضل الجماعة الكثيرة. وقدمه في الأزهار على ما شرف عامره، وبعضهم يعكس، والله أعلم⁣(⁣٣).

[أحكام المساجد وما يجوز فيها وما لا يجوز]

  قوله أيده الله تعالى: (ويجوز في المساجد الطاعات والمصالح ولو خاصة غالبا) أما الطاعات فنحو الصلاة، وقراءة القرآن، وأنواع الذكر، والدرس، والمدارسة في فنون العلم الشريف، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنواعها كثيرة.

  وأما المصالح العامة فنحو اجتماع المسلمين للتشاور في مصلحة عامة للمسلمين⁣(⁣٤)، قيل: وكالقضاء فيه، لكنه يكره مع وجود غيره، وكنزول المجاهدين فيها، وحفظ سلاحهم، وعددهم، ونحو ذلك، وكذلك ما فيه مصلحة خاصة كنزول مسلم [فيه]⁣(⁣٥) لحاجة، واشتغاله بنحو خياطة مما يعود عليه نفعه⁣(⁣٦).

  قال في الغيث: والأقرب عندي أنه إذا لم يكن تابعا لقربة متمحضة [عما]⁣(⁣٧) يعود


(١) البحر الزخار ١/ ٢٢.

(٢) شرح الأزهار ١/ ٢٠٠، والبيان الشافي ١/ ١٩٥.

(٣) شرح الأزهار ١/ ٢٠٠، والبيان الشافي ١/ ١٩٥.

(٤) شرح الأزهار ١/ ٢٠١.

(٥) ما بين المعقوفتين ساقط من (ب).

(٦) قال في شرح الأزهار ١/ ٢٠١: قال أبو العباس: يجوز أن يشتغل بخياطة.

(٧) في (ب): مما.