تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 84 - الجزء 2

  وَقَرَأَ الْقُرْآنَ؛ فَأُتِىَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ: عَالِمٌ. وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ: قَارِئٌ؛ فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِىَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ⁣(⁣١) وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ [كُلِّهِ]⁣(⁣٢) فَأُتِىَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ⁣(⁣٣) فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلاَّ أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ: هُوَ جَوَادٌ؛ فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ أُلْقِىَ فِى النَّارِ». أخرجه مسلم والنسائي⁣(⁣٤)، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: (نعوذ بالله من جُبِّ⁣(⁣٥) الحزن) قالوا: يا رسول الله وما جب الحزن؟ قال: (واد في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم مائة مرة). قالوا: يا رسول الله ومن يدخله؟ قال: (القراء المراؤون بأعمالهم). أخرجه الترمذي⁣(⁣٦)، وعن أبي هريرة سمعت رسول الله ÷ يقول: (قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه). أخرجه مسلم⁣(⁣٧)، وعن أسامة: سمعت رسول الله ÷ يقول: (يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار في الرحى، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: يا فلان، مالك، ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟! فيقول: بلى، كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه). أخرجه البخاري ومسلم⁣(⁣٨).


(١) في (ب): ورجلا، وهو خطأ.

(٢) ما بين المعقوفتين من صحيح مسلم.

(٣) في (ب، ج) فعرفه نعمته.

(٤) مسلم ١/ ١٥١٤ رقم (١٩٠٥)، كتاب الإمارة - باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار، والنسائي في السنن الكبرى ٣/ ١٧٠ رقم (٤٣٤٥)، كتاب الجهاد - باب وجوب الجهاد.

(٥) الجب: البئر غير المطوي، وجب الحزن علم وادٍ في جهنم. تحفة الأحوذي بشرح الترمذي ٧/ ١٠٣، تأليف: أبي العُلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري (ت: ١٣٥٣ هـ) - دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان - ط ٢ (١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م).

(٦) الترمذي ٤/ ٥١٢ رقم (٢٣٨٣)، كتاب الزهد - باب ما جاء في الريا والسمعة، وابن ماجة ١/ ٩٤ رقم (٢٥٦) المقدمة - باب الانتفاع بالعلم والعمل به. ولفظه: تعوذوا.

(٧) مسلم ٤/ ٢٢٨٩ رقم (٢٩٨٥)، كتاب الزهد والرقائق - باب من أشرك في عمله غير الله.

(٨) البخاري ٣/ ١١٩٥ رقم (٣٠٩٤)، كتاب بدء الخلق - باب صفة النار وأنها مخلوقة، ومسلم ١٤/ ٢٢٩١ رقم (٢٩٨٩)، كتاب الزهد والرقائق - باب عقوبة من يأمر بالمعروف لا يفعله. واللفظ لمسلم.