باب الأوقات
  (لا يغرنكم من سحوركم أذان بلال(١)، ولا بياض الأفق المستطيل هكذا، حتى يستطير هكذا) وحكاه حماد بن زيد(٢) بيديه، قال: يعني معترضا. أخرجه مسلم.
  وفي رواية الترمذي: (ولكن الفجر المستطير في الأفق). ولأبي داود نحوه. أخرجوه من رواية سمرة بن جندب(٣).
  ولأبي داود والترمذي من رواية طلق بن علي(٤) أن رسول الله ÷ قال: (كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ يَهِيدَنَّكُمْ(٥) السَّاطِعُ الْمُصْعِدُ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَعْتَرِضَ لَكُمْ الأَحْمَرُ)(٦).
  وقوله: (إلى بقية تسع ركعة كاملة) يعني قبل طلوع الشمس، وعن الشافعي: آخره الإسفار(٧)؛ لما تقدم، وقال مالك: ما دامت النجوم مشتبكة(٨).
  وقوله: (كاملة) يعني بقراءتها. وعن المنصور بالله: إذا أدى ركعة من دون قراءتها أجزأ(٩).
  وقوله: (وهي اضطراره) أي وتلك البقية من الليل هي وقت اضطرار الفجر. وقال زيد بن علي والمؤيد وأبو حنيفة: لا بد من وقت يسع ركعتين؛ بناء على أصلهم أن الصلاة في الوقت المكروه لا تصح(١٠).
(١) هو بلال بن رباح الحبشي أشهر مؤذني رسول الله ÷، ومن السابقين إلى الإسلام والصابرين على البلاء الذين تعرضوا له من قريش، شهد بدرًا والمشاهد كلها، وخدم رسول الله ÷، توفي بدمشق سنة ٢٠ هـ، وقيل: ١٨ هـ. أسد الغابة ١/ ٤١٥ رقم (٤٩٣)، والإصابة ١/ ١٦٩ رقم (٧٣٦).
(٢) حماد بن زيد بن درهم الأزدي، حافظ، محدث، من كبار محدثي البصرة، أصله من سجستان. روى له الجماعة.
طبقات ابن سعد ٧/ ٢٨٦، وسير أعلام النبلاء ٧/ ٤٥٦ رقم (١٦٩).
(٣) مسلم ٢/ ٧٦٩، ٧٧٠ رقم (١٠٩٤)، كتاب الصيام - باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بدخول الفجر، والترمذي ٣/ ٨٦ رقم (٧٠٦)، كتاب الصوم - باب ما جاء في بيان الفجر، وأبو داود ٢/ ٧٥٩ رقم (٢٣٤٦)، كتاب الصيام - باب وقت السحور، والنسائي ٤/ ١٤٨ رقم (٢١٧١)، كتاب الصيام - باب كيف الفجر.
(٤) طلق بن علي الحنفي السحيمي، وفد على النبي ÷ من اليمامة فأسلم، وعمل معه في بناء المسجد النبوي الشريف. ينظر: طبقات ابن سعد ٥/ ٥٥٢، والاستيعاب ٢/ ٣٢٧ رقم (١٣٠٩)، وتهذيب التهذيب ٧/ ٢٩٩ رقم (٥٦٩).
(٥) يًهِيدَنَّكُمْ: لا يمنعكم الأكل، والهيد: الزجر، ويقال في زجر الدواب: هِيد هِيد.
(٦) الترمذي ٣/ ٨٥ رقم (٧٠٥)، كتاب الصوم - باب ما جاء في بيان الفجر، وأبو داود ٢/ ٧٦٠ رقم (٢٣٤٨)، كتاب الصيام - باب وقت السحور.
(٧) المهذب ١/ ١٨٧، وروضة الطالبين ص ٨٤.
(٨) المدونة ١/ ١٥٧.
(٩) المهذب في فتاوى الإمام المنصور بالله ص ٢٩.
(١٠) شرح الأزهار ١/ ٢٠٩، والبيان الشافي ١/ ١٧٨، والبحر الرائق ١/ ٤٩٧.