تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب الأوقات

صفحة 93 - الجزء 2

  (لا يغرنكم من سحوركم أذان بلال⁣(⁣١)، ولا بياض الأفق المستطيل هكذا، حتى يستطير هكذا) وحكاه حماد بن زيد⁣(⁣٢) بيديه، قال: يعني معترضا. أخرجه مسلم.

  وفي رواية الترمذي: (ولكن الفجر المستطير في الأفق). ولأبي داود نحوه. أخرجوه من رواية سمرة بن جندب⁣(⁣٣).

  ولأبي داود والترمذي من رواية طلق بن علي⁣(⁣٤) أن رسول الله ÷ قال: (كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ يَهِيدَنَّكُمْ⁣(⁣٥) السَّاطِعُ الْمُصْعِدُ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَعْتَرِضَ لَكُمْ الأَحْمَرُ)⁣(⁣٦).

  وقوله: (إلى بقية تسع ركعة كاملة) يعني قبل طلوع الشمس، وعن الشافعي: آخره الإسفار⁣(⁣٧)؛ لما تقدم، وقال مالك: ما دامت النجوم مشتبكة⁣(⁣٨).

  وقوله: (كاملة) يعني بقراءتها. وعن المنصور بالله: إذا أدى ركعة من دون قراءتها أجزأ⁣(⁣٩).

  وقوله: (وهي اضطراره) أي وتلك البقية من الليل هي وقت اضطرار الفجر. وقال زيد بن علي والمؤيد وأبو حنيفة: لا بد من وقت يسع ركعتين؛ بناء على أصلهم أن الصلاة في الوقت المكروه لا تصح⁣(⁣١٠).


(١) هو بلال بن رباح الحبشي أشهر مؤذني رسول الله ÷، ومن السابقين إلى الإسلام والصابرين على البلاء الذين تعرضوا له من قريش، شهد بدرًا والمشاهد كلها، وخدم رسول الله ÷، توفي بدمشق سنة ٢٠ هـ، وقيل: ١٨ هـ. أسد الغابة ١/ ٤١٥ رقم (٤٩٣)، والإصابة ١/ ١٦٩ رقم (٧٣٦).

(٢) حماد بن زيد بن درهم الأزدي، حافظ، محدث، من كبار محدثي البصرة، أصله من سجستان. روى له الجماعة.

طبقات ابن سعد ٧/ ٢٨٦، وسير أعلام النبلاء ٧/ ٤٥٦ رقم (١٦٩).

(٣) مسلم ٢/ ٧٦٩، ٧٧٠ رقم (١٠٩٤)، كتاب الصيام - باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بدخول الفجر، والترمذي ٣/ ٨٦ رقم (٧٠٦)، كتاب الصوم - باب ما جاء في بيان الفجر، وأبو داود ٢/ ٧٥٩ رقم (٢٣٤٦)، كتاب الصيام - باب وقت السحور، والنسائي ٤/ ١٤٨ رقم (٢١٧١)، كتاب الصيام - باب كيف الفجر.

(٤) طلق بن علي الحنفي السحيمي، وفد على النبي ÷ من اليمامة فأسلم، وعمل معه في بناء المسجد النبوي الشريف. ينظر: طبقات ابن سعد ٥/ ٥٥٢، والاستيعاب ٢/ ٣٢٧ رقم (١٣٠٩)، وتهذيب التهذيب ٧/ ٢٩٩ رقم (٥٦٩).

(٥) يًهِيدَنَّكُمْ: لا يمنعكم الأكل، والهيد: الزجر، ويقال في زجر الدواب: هِيد هِيد.

(٦) الترمذي ٣/ ٨٥ رقم (٧٠٥)، كتاب الصوم - باب ما جاء في بيان الفجر، وأبو داود ٢/ ٧٦٠ رقم (٢٣٤٨)، كتاب الصيام - باب وقت السحور.

(٧) المهذب ١/ ١٨٧، وروضة الطالبين ص ٨٤.

(٨) المدونة ١/ ١٥٧.

(٩) المهذب في فتاوى الإمام المنصور بالله ص ٢٩.

(١٠) شرح الأزهار ١/ ٢٠٩، والبيان الشافي ١/ ١٧٨، والبحر الرائق ١/ ٤٩٧.