وذهب المؤيد بالله، وأبو حنيفة، وأبو ثور، ورواية عن علي [إلى]⁣^(⁣١) أنها العصر⁣^(⁣٢)؛ لما روي عن النبي ÷ أنه قال يوم الخندق: (ملأ الله قلوبهم وبيوتهم نارا). وفي رواية: (أجوافهم وقبورهم كما شغلونا عن الصلاة الوسطى، صلاة العصر). أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما⁣^(⁣٣) من رواية ابن مسعود بألفاظ متقاربة⁣^(⁣٤)؛ ولتوسطها بين ليليتين ونهاريتين.

  وعن جماعة من الصحابة، وإليه ذهب الشافعي⁣^(⁣٥) أنها الفجر؛ لقوله تعالى: {قَانِتِينَ ٢٣٨}⁣^(⁣٦) ولا قنوت إلا فيها؛ ولمشقتها، وقيل: بل المغرب؛ لتضيق وقتها وفضلها. والوسط: الخيار⁣^(⁣٧). وقالت الإمامية: بل العشاء⁣^(⁣٨).

  قلنا: أما خبر ابن مسعود فمعارض بما رواه أبو يونس مولى عائشة⁣^(⁣٩)، قال: أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفًا، وقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى}⁣^(⁣١٠) فلما بغلتها آذنتها، فأملت علي: والصلاة الوسطى

(١) ما بين المعقوفتين ساقط من (الأصل).

(٢) الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف ٢/ ٣٦٦، ومصنف عبد الرزاق ١/ ٥٧٦، وسنن البيهقي ١/ ٤٦١، والمغني ١/ ٣٨٧.

(٣) البخاري ٣/ ١٠٧١ رقم (٢٧٧٣)، كتاب الجهاد والسير - باب الدعاء على المشركين بالهزيمة، ومسلم ١/ ٤٣٦ رقم (٦٢٧)، كتاب المساجد ومواضع الصلاة - باب التغليظ من تفويت صلاة العصر، وأبو داود ١/ ٢٨٧ رقم (٤٩)، كتاب الصلاة - باب من وقت صلاة العصر، والترمذي ٥/ ٢٠٢ رقم ٢٩٨٤، كتاب تفسير القرآن - باب ومن سورة البقرة، والنسائي ١/ ٢٣٦ رقم (٤٧٣)، كتاب الصلاة - باب الصلاة الوسطى، وابن ماجة ١/ ٢٢٤ رقم (٦٨٤ جميعهم عن الإمام علي.

(٤) حديث ابن مسعود أخرجه مسلم ٣/ ١٣٨ رقم (٦٢٨)، كتاب المساجد ومواضع الصلاة - باب الدليل لمن قال: الصلاة الوسطى، والترمذي ١/ ٣٣٩ رقم (١٨١)، كتاب الصلاة - باب ما جاء في الصلاة الوسطى.

(٥) الدر المنثور ١/ ٥٣٥، وسنن البيهقي ١/ ٤٦٣، والمهذب ١/ ١٩٠. والصحابة هم: عبد الله بن عمر، وابن عباس، وجابر، ورواية عن علي.

(٦) سورة البقرة: ٢٣٨.

(٧) هذا قول قبيصة. ينظر: الدر المنثور ١/ ٥٣٥.

(٨) مجمع البيان للطبرسي ٢/ ١٢٧.

(٩) أبو يونس مولى عائشة، روى عن مولاته عائشة، وروى عنه زيد بن أسلم، وأبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، وغيرهما، روى له البخاري في الأدب والباقون سوى ابن ماجة. تهذيب الكمال ٣٤/ ٤١٠٩ رقم (٧٧١٢).

(١٠) سورة البقرة: ٢٣٨.