تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 106 - الجزء 2

  العصر وبين المغرب والعشاء، قال عبد الله بن شقيق⁣(⁣١): فحاك في صدري من ذلك شيء، فأتيت أبا هريرة فسألته فصدق مقاله. هكذا في إحدى روايات مسلم⁣(⁣٢)، وله في أخرى قال: صلى رسول الله ÷ الظهر والعصر [جميعا]⁣(⁣٣) والمغرب والعشاء جميعا من غير خوف ولا سفر⁣(⁣٤)، وفي رواية: من غير خوف ولا مطر⁣(⁣٥)، زاد في رواية: قال أبو الزبير⁣(⁣٦): فسألت سعيدا: لمَ فعل ذلك؟ قال: [سألت ابن عباس عما سألتني، فقال:]⁣(⁣٧) أراد أن لا يحرج أمته⁣(⁣٨).

  قالوا: وأما حديث: «من جمع بين صلاتين⁣(⁣٩) لغير عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر»⁣(⁣١٠) فضعفه غير واحد من الحفاظ⁣(⁣١١)، وعده ابن الجوزي من الموضوعات⁣(⁣١٢). والله أعلم.

  المسألة الثانية: في بيان العذر المسوغ للجمع:


(١) عبد الله بن شقيق العُقيلي، ابو عبد الرحمن، تابعي، محدث. قال أحمد بن حنبل: ثقة يحمل على علي، توفي سنة ١٠٨ هـ. روى له البخاري في الأدب والباقون. طبقات ابن سعد ٧/ ١٢٦، وتهذيب الكمال ١٥/ ٨٩ رقم (٣٣٣٣).

(٢) مسلم ١/ ٤٩١ رقم (٧٠٥)، كتاب صلاة المسافرين - باب الجمع بين الصلاتين في الحضر، وينظر: حديث ابن عباس في سنن أبي داود ٢/ ١٤ رقم (١٢١١)، ٢/ ١٦ رقم (١٢١٤)، والنسائي ١/ ٢٩٠ رقم (٦٠١، ٦٠٢)، كتاب المواقيت - باب الجمع بين الصلاتين في الحضر، والترمذي ١/ ٣٥٥ رقم (١٨٧)، أبواب الصلاة - باب ما جاء في الجمع بين الصلاتين في الحضر، والموطأ ١/ ١٢٢ رقم (٤٠٨)، كتاب قصر الصلاة في السفر - باب الجمع بين الصلاتين في الحضر والسفر، وابن خزيمة ١/ ٨٥ رقم (٩٧١، ٩٧٢)، أبواب الفريضة في السفر - باب الرخصة في الجمع بين الصلاتين في الحضر في المطر.

(٣) ما بين المعقوفتين ساقط من (ج).

(٤) مسلم ١/ ٤٨٩ رقم ٧٠٥ (٤٩)، كتاب المسافرين - باب الجمع بين الصلاتين في الحضر.

(٥) مسلم ١/ ٤٩١ رقم ٧٠٥ (٥٤).

(٦) أبو الزبير: محمد بن مسلم القرشي الأسدي المكي، محدث، حافظ، توفي سنة ١٢٦ هـ، روى له الجماعة، إلا أن البخاري روى له مقرونًا بغيره. طبقات ابن سعد ٥/ ٤٨١، وتهذي الكمال ٢٦/ ٤٠٢.

(٧) ما بين المعقوفتين ساقط من (الأصل).

(٨) مسلم ١/ ٤٩٠ رقم ٧٠٥ (٥٠).

(٩) في (ب، ج): الصلاتين.

(١٠) الترمذي ١/ ٣٥٦ رقم ١٨٨، أبواب الصلاة - باب ما جاء في الجمع بين الصلاتين في الحضر، والمستدرك ١/ ٢٧٥، والبيهقي في السنن ٣/ ١٦٩.

(١١) العقيلي، وابن حجر، وابن الجوزي، والذهبي. انظر: تهذيب التهذيب ٢/ ٥٦٤، والتلخيص على المستدرك ١/ ٢٧٥، والموضوعات ٣/ ٨٨ رقم (٧٧٨).

(١٢) الموضوعات ٣/ ٨٨ رقم (٧٧٨)، باب الجمع بين الصلاتين. قال ابن الجوزي: أما حسين (أحد الرواة) فقد كذبه أحمد، وقال مرة: متروك الحديث، وكذلك قال النسائي. وقال يحيى: ليس بشيء. قال العقيلي: وهذا الحديث لا أصل له. اهـ.