كتاب الصلاة
  العصر وبين المغرب والعشاء، قال عبد الله بن شقيق(١): فحاك في صدري من ذلك شيء، فأتيت أبا هريرة فسألته فصدق مقاله. هكذا في إحدى روايات مسلم(٢)، وله في أخرى قال: صلى رسول الله ÷ الظهر والعصر [جميعا](٣) والمغرب والعشاء جميعا من غير خوف ولا سفر(٤)، وفي رواية: من غير خوف ولا مطر(٥)، زاد في رواية: قال أبو الزبير(٦): فسألت سعيدا: لمَ فعل ذلك؟ قال: [سألت ابن عباس عما سألتني، فقال:](٧) أراد أن لا يحرج أمته(٨).
  قالوا: وأما حديث: «من جمع بين صلاتين(٩) لغير عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر»(١٠) فضعفه غير واحد من الحفاظ(١١)، وعده ابن الجوزي من الموضوعات(١٢). والله أعلم.
  المسألة الثانية: في بيان العذر المسوغ للجمع:
(١) عبد الله بن شقيق العُقيلي، ابو عبد الرحمن، تابعي، محدث. قال أحمد بن حنبل: ثقة يحمل على علي، توفي سنة ١٠٨ هـ. روى له البخاري في الأدب والباقون. طبقات ابن سعد ٧/ ١٢٦، وتهذيب الكمال ١٥/ ٨٩ رقم (٣٣٣٣).
(٢) مسلم ١/ ٤٩١ رقم (٧٠٥)، كتاب صلاة المسافرين - باب الجمع بين الصلاتين في الحضر، وينظر: حديث ابن عباس في سنن أبي داود ٢/ ١٤ رقم (١٢١١)، ٢/ ١٦ رقم (١٢١٤)، والنسائي ١/ ٢٩٠ رقم (٦٠١، ٦٠٢)، كتاب المواقيت - باب الجمع بين الصلاتين في الحضر، والترمذي ١/ ٣٥٥ رقم (١٨٧)، أبواب الصلاة - باب ما جاء في الجمع بين الصلاتين في الحضر، والموطأ ١/ ١٢٢ رقم (٤٠٨)، كتاب قصر الصلاة في السفر - باب الجمع بين الصلاتين في الحضر والسفر، وابن خزيمة ١/ ٨٥ رقم (٩٧١، ٩٧٢)، أبواب الفريضة في السفر - باب الرخصة في الجمع بين الصلاتين في الحضر في المطر.
(٣) ما بين المعقوفتين ساقط من (ج).
(٤) مسلم ١/ ٤٨٩ رقم ٧٠٥ (٤٩)، كتاب المسافرين - باب الجمع بين الصلاتين في الحضر.
(٥) مسلم ١/ ٤٩١ رقم ٧٠٥ (٥٤).
(٦) أبو الزبير: محمد بن مسلم القرشي الأسدي المكي، محدث، حافظ، توفي سنة ١٢٦ هـ، روى له الجماعة، إلا أن البخاري روى له مقرونًا بغيره. طبقات ابن سعد ٥/ ٤٨١، وتهذي الكمال ٢٦/ ٤٠٢.
(٧) ما بين المعقوفتين ساقط من (الأصل).
(٨) مسلم ١/ ٤٩٠ رقم ٧٠٥ (٥٠).
(٩) في (ب، ج): الصلاتين.
(١٠) الترمذي ١/ ٣٥٦ رقم ١٨٨، أبواب الصلاة - باب ما جاء في الجمع بين الصلاتين في الحضر، والمستدرك ١/ ٢٧٥، والبيهقي في السنن ٣/ ١٦٩.
(١١) العقيلي، وابن حجر، وابن الجوزي، والذهبي. انظر: تهذيب التهذيب ٢/ ٥٦٤، والتلخيص على المستدرك ١/ ٢٧٥، والموضوعات ٣/ ٨٨ رقم (٧٧٨).
(١٢) الموضوعات ٣/ ٨٨ رقم (٧٧٨)، باب الجمع بين الصلاتين. قال ابن الجوزي: أما حسين (أحد الرواة) فقد كذبه أحمد، وقال مرة: متروك الحديث، وكذلك قال النسائي. وقال يحيى: ليس بشيء. قال العقيلي: وهذا الحديث لا أصل له. اهـ.