باب [الأذان والإقامة وأحكامهما]
باب [الأذان والإقامة وأحكامهما]
  (وعلى الرجل أذان وإقامة في الخمس، وندبا في القضاء)
  الأذان في اللغة: الإعلام(١). قال تعالى: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}(٢) الآية. وفي الشرع: هو الإعلام بدخول أوقات الصلوات الخمس، بألفاظ مخصوصة على الصفة المشروعة(٣).
  والإقامة في اللغة: جعل الشيء منتصبا(٤)، أو نحوه.
  وفي الشرع: إعلام المتأهبين لإحدى الصلوات الخمس بالقيام إليها بألفاظ الأذان، وزيادة على الصفة المشروعة(٥). والأصل في الأذان من الكتاب قوله تعالى: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا}(٦) وقوله تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ}(٧) الآية. ومن السنة أخبار كثيرة، وسيأتي ذكر بعضها.
  وأما الإقامة ففعله ÷، والصحابة من بعده، ومَنْ بعدهم، ولا خلاف في كونهما مشروعين(٨) للخمس المكتوبة، ولا يشرعان في غيرها، خلاف ما يروى عن معاوية، وابن الزبير أنهما أذنا للعيدين(٩). وروي ذلك عن عمر بن عبد العزيز(١٠).
  وابتدأ شرع الأذان ليلة المعراج عند القاسمية(١١)، وعند الناصر نزل به جبريل #
(١) تاج العروس ١٨/ ١٢، مادة: أذن.
(٢) سورة التوبة: ٣.
(٣) انظر في تعريف الأذان: الانتصار ٢/ ٦٦٥، والبحر الرائق ١/ ٥٠٤، والتعريفات للجرجاني ص ١٠، والموسوعة الفقهية ٢/ ٣٥٧.
(٤) في تاج العروس ١٧/ ٥٩١: قام يقوم قوما وقومة وقيامًا وقامة: انتصب.
(٥) انظر في تعريف الإقامة الانتصار ٢/ ٧٤١، والموسوعة الفقهية ٦/ ٥.
(٦) سورة المائدة: ٥٨.
(٧) سورة الجمعة: ٩.
(٨) في (ب): مشروعان بالرفع، وهو خطأ.
(٩) الأوسط لابن المنذر ٤/ ٢٥٩، وفتح الباري ٢/ ٤٥٣، وعبد الرزاق في المصنف ٣/ ٢٧٧ رقم ٥٦٢٨.
(١٠) الانتصار ٢/ ٧١١، ومجموع النووي ٣/ ٨٤.
(١١) الأحكام ١/ ٨٤، والانتصار ٢/ ٦٦٧.