كتاب الصلاة
  لبلال: (لا تؤذن حتى يستبين لك الفجر كذا(١))، ومد يديه عرضا. أخرجه أبو داود(٢).
  وأما حديث: (ألا إن العبد قد نام)(٣) فلم يثبت(٤). والله أعلم.
  وعن الشافعي، ومالك يجزئ قبل الفجر(٥)؛ لما ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي ÷ قال: (إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم)(٦). ولخبر الصدائي(٧).
  قلنا: لا دلالة في خبر بلال، وخبر الصدائي متأول ومعارض بما روينا(٨)، وهو أرجح؛ للحظر.
(١) في سنن أبي داود: هكذا.
(٢) أبو داود ١/ ٣٦٥ رقم (٥٣٤)، كتاب الصلاة - باب في الأذان قبل دخول الوقت.
(٣) هو حديث ابن عمر: أن بلالا أذن قبل طلوع الفجر فأمره النبي ÷ أن يرجع فينادي: ألا إن العبد قد نام، ألا إن العبد قد نام، وسنن أبي داود ١/ ٣٦٤ رقم (٥٣٢)، كتاب الصلاة - باب في الأذان قبل دخول الوقت، والدارقطني ١/ ٢٤٤، كتاب الصلاة - باب ذكر الإقامة واختلاف الروايات فيها.
(٤) قال البيهقي في السنن الكبرى ١/ ٣٨٣: هذا حديث تفرد بوصله حماد بن سلمة، عن أيوب، وروي أيضًا عن سعيد بن زربي، عن أيوب: إلا أن سعيدًا ضعيف، ورواية حماد منفردة، ثم نقل عن محمد بن يحيى قوله: حديث حماد بن سلمة، عن نافع، عن ابن عمر شاذ غير واقع على القلب، وهو خلاف ما رواه الناس عن ابن عمر. اهـ.
(٥) الأم ١/ج ٢/ ٦٢، والمدونة ١/ ١٥٩.
(٦) البخاري ١/ ٢٢٤ رقم (٥٩٧)، كتاب الأذان - باب الأذان قبل الفجر، ومسلم ٢/ ٧٦٨ رقم (١٠٩٢)، كتاب الصيام - باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر، والترمذي ١/ ٣٩٩ رقم (٢٠٣)، كتاب الصلاة - باب ما جاء في الأذان للصلاة بالليل، والنسائي ٢/ ١٠ رقم (٦٣٨)، كتاب الأذان - باب المؤذنان للمسجد الواحد.
(٧) الصُّدَائِيُّ: هو زياد بن الحارث، بايع النبي ÷، وأذن بين يديه، وجهز النبي ÷ جيشا إلى قومه صداء - حي من اليمن - فرده زياد، وكتب إليهم فجاء وفدهم بإسلامهم، نزل مصر. انظر: أسد الغابة ٢/ ٣٣٢ رقم (١٨٩٣). وخبره هو: قال: أمرني رسول الله ÷ أن أؤذن في صلاة الفجر؛ فأراد بلال أن يقيم؛ فقال رسول الله ÷: «إن أخا صداء قد أذن، ومن أذن فهو يقيم». أخرجه الترمذي ١/ ٣٨٣ رقم (١٩٩)، كتاب الصلاة - باب من أذن فهو يقيم، وأبو داود ١/ ٣٥٢ رقم (٣٥٢)، كتاب الصلاة - باب في الرجل يؤذن ويقيم آخر، وابن ماجة ١/ ٢٣٧ رقم (٧١٧)، كتاب الأذن والسنة فيها - باب السنة في الأذان، واللفظ السابق للترمذي، وقريب منه لفظ ابن ماجة، ولا دليل فيه على المراد، وإنما الدليل في لفظ أبي داود، قال زياد: لما كان أول أذان الصبح أمرني يعني النبي ÷ فأذنت، فجعلت أقول: أقيم يا رسول الله؟ فجعل ينظر إلى ناحية المشرق إلى الفجر فيقول: «لا»، حتى إذا طلع الفجر نزل فبرز ثم انصرف إليَّ وقد تلاحق أصحابه - يعني فتوضأ - فأراد بلال أن يقيم، فقال له نبي الله ÷: «إن أخا صداء هو أذن، ومن أذن فهو يقيم»، قال: فأقمت.
(٨) في (ب): بما رويناه.