تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 125 - الجزء 2

  باشتراط الترتيب عن قوله في الأزهار: (ويفسدان بالنقص والتعكيس)⁣(⁣١).

  وكذلك يجب تقديم الأذان على الإقامة، فلو عكس لم يصح.

  واختصر أيده الله تعالى قوله في الأزهار: (وهما مثنى، إلا التهليل ومنهما حي على خير العمل، والتثويب بدعة⁣(⁣٢)؛ لظهور ذلك، وعدم الحاجة إلى ذكره في المختصر، ولكن لا بأس بالتعرض⁣(⁣٣) لذكر ذلك في الشرح.

  وفي ألفاظ [الأذان]⁣(⁣٤) والإقامة أقوال:

  الأول: لزيد بن علي، والهادي، والقاسم، والصادق، وعبد الله بن الحسن، وأبي يوسف أن ألفاظهما كليهما مثنى مثنى، إلا التهليل في آخرهما فإنه مرة واحدة⁣(⁣٥)؛ لما رواه زيد بن علي عن آبائه عن علي أنه قال: (الأذان مثنى مثنى، والإقامة مثنى مثنى، وترسل في الأذان، وتحدر في الإقامة). حكاه في مجموع زيد [بن علي $]⁣(⁣٦)، وفي إحدى روايات أبي داود عن أبو محذورة⁣(⁣٧) أن رسول الله ÷ علمه الأذان يقول: الله أكبر، الله أكبر. أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله .... إلى آخره، وقال أبو داود في حديث مالك بن دينار⁣(⁣٨): قال: سألت ابن أبي محذورة⁣(⁣٩)، قلت: حدثني عن أذان أبيك عن رسول الله، قال: الله أكبر الله أكبر قَطُّ⁣(⁣١٠).


(١) الأزهار ص ٣٦.

(٢) المرجع السابق.

(٣) في (ب): بالتعريض.

(٤) ما بين المعقوفتين ساقط من (ب).

(٥) مجموع الإمام زيد ص ٨٠، والتجريد ص ٥٥، والتحرير ١/ ٨٤، والانتصار ٢/ ٧١٩، ومختصر اختلاف العلماء ١/ ١٨٨.

(٦) ما بين المعقوفتين من (ب، ج).

المجموع الحديثي والفقهي ص ٨٠ رقم (٤٢)، وفيه: «ترتل في الأذان».

(٧) أوس بن معبد، وقيل: سمرة، وقيل: معبر بن محيريز الجمحي المكي المؤذن، أسلم منصرف النبي ÷ من حنين، وعلمه الأذان، وأمره أن يؤذن بمكة، توفي (٥٧ هـ)، وقيل: (٥٩ هـ). الاستيعاب ٤/ ٣١٣ رقم (٣١٩٤)، والإصابة ٤/ ١٧٥ رقم (١٠١٨)، أسد الغابة ٦/ ٢٧٣ رقم (٦٢٢٩).

(٨) مالك بن دينار السامي الناجي أبو يحيى البصري، تابعي، زاهد، مات سنة ١٣٠ هـ تقريبا. تهذيب الكمال ٢٧/ ١٣٥ رقم (٥٧٣٧)، وتهذيب التهذيب ١٠/ ١٣ رقم (٦٧٣٤).

(٩) هو عبد الملك بن أبي محذورة، تابعي، روى عن أبيه، وذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب الكمال ١٨/ ٣٩٧ رقم (٣٥٥٣)، وتهذيب التهذيب ٦/ ٣٦٥ رقم (٤٣٥٩).

(١٠) سنن أبي داود ١/ ٣٤٤ رقم (٥٠٥)، كتاب الصلاة - باب كيف الأذان، وتمامه: ثم ذكر مثل حديث ابن جريج عند عبد العزيز بن عبد الملك، ومعناه.