كتاب الصلاة
  باشتراط الترتيب عن قوله في الأزهار: (ويفسدان بالنقص والتعكيس)(١).
  وكذلك يجب تقديم الأذان على الإقامة، فلو عكس لم يصح.
  واختصر أيده الله تعالى قوله في الأزهار: (وهما مثنى، إلا التهليل ومنهما حي على خير العمل، والتثويب بدعة(٢)؛ لظهور ذلك، وعدم الحاجة إلى ذكره في المختصر، ولكن لا بأس بالتعرض(٣) لذكر ذلك في الشرح.
  وفي ألفاظ [الأذان](٤) والإقامة أقوال:
  الأول: لزيد بن علي، والهادي، والقاسم، والصادق، وعبد الله بن الحسن، وأبي يوسف أن ألفاظهما كليهما مثنى مثنى، إلا التهليل في آخرهما فإنه مرة واحدة(٥)؛ لما رواه زيد بن علي عن آبائه عن علي أنه قال: (الأذان مثنى مثنى، والإقامة مثنى مثنى، وترسل في الأذان، وتحدر في الإقامة). حكاه في مجموع زيد [بن علي $](٦)، وفي إحدى روايات أبي داود عن أبو محذورة(٧) أن رسول الله ÷ علمه الأذان يقول: الله أكبر، الله أكبر. أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله .... إلى آخره، وقال أبو داود في حديث مالك بن دينار(٨): قال: سألت ابن أبي محذورة(٩)، قلت: حدثني عن أذان أبيك عن رسول الله، قال: الله أكبر الله أكبر قَطُّ(١٠).
(١) الأزهار ص ٣٦.
(٢) المرجع السابق.
(٣) في (ب): بالتعريض.
(٤) ما بين المعقوفتين ساقط من (ب).
(٥) مجموع الإمام زيد ص ٨٠، والتجريد ص ٥٥، والتحرير ١/ ٨٤، والانتصار ٢/ ٧١٩، ومختصر اختلاف العلماء ١/ ١٨٨.
(٦) ما بين المعقوفتين من (ب، ج).
المجموع الحديثي والفقهي ص ٨٠ رقم (٤٢)، وفيه: «ترتل في الأذان».
(٧) أوس بن معبد، وقيل: سمرة، وقيل: معبر بن محيريز الجمحي المكي المؤذن، أسلم منصرف النبي ÷ من حنين، وعلمه الأذان، وأمره أن يؤذن بمكة، توفي (٥٧ هـ)، وقيل: (٥٩ هـ). الاستيعاب ٤/ ٣١٣ رقم (٣١٩٤)، والإصابة ٤/ ١٧٥ رقم (١٠١٨)، أسد الغابة ٦/ ٢٧٣ رقم (٦٢٢٩).
(٨) مالك بن دينار السامي الناجي أبو يحيى البصري، تابعي، زاهد، مات سنة ١٣٠ هـ تقريبا. تهذيب الكمال ٢٧/ ١٣٥ رقم (٥٧٣٧)، وتهذيب التهذيب ١٠/ ١٣ رقم (٦٧٣٤).
(٩) هو عبد الملك بن أبي محذورة، تابعي، روى عن أبيه، وذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب الكمال ١٨/ ٣٩٧ رقم (٣٥٥٣)، وتهذيب التهذيب ٦/ ٣٦٥ رقم (٤٣٥٩).
(١٠) سنن أبي داود ١/ ٣٤٤ رقم (٥٠٥)، كتاب الصلاة - باب كيف الأذان، وتمامه: ثم ذكر مثل حديث ابن جريج عند عبد العزيز بن عبد الملك، ومعناه.