تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 128 - الجزء 2

  القول الثاني: للمؤيد بالله، وأبي حنيفة، ومحمد أن التكبير في أول الأذان رباع⁣(⁣١)؛ لخبر أبي محذورة في بعضس الروايات عنه قال: ألقى عليَّ رسول الله ÷ التأذين هو بنفسه فقال: (قل: الله أكبر الله الله أكبر، الله أكبر الله أكبر) إلى آخره. وفي بعض روايات حديث عبد الله ابن زيد كذلك.

  القول الثالث: للناصر، والإمامية، أن التكبير في أوله أربع، والتهليل في آخره مرتين⁣(⁣٢)؛ لما روي عن علي أنه كان يجعل التهليل في آخر أذانه مرتين.

  قلنا: إنما فعل التهليل الثاني ذكرًا لا أذانًا.

  وعند الناصر، والمؤيد بالله، أن التكبير في أول الإقامة أربع أيضا⁣(⁣٣).

  القول الرابع: لمالك أن التكبير في أوله مثنى كقولنا، وجميع ألفاظ الإقامة عنده فرادى⁣(⁣٤).

  القول الخامس: للشافعي أن التكبير في أول الأذان رباع، وفي أول الإقامة [وآخرها]⁣(⁣٥) مثنى، وسائر ألفاظها فرادى إلا (قد قامت الصلاة) فمثنى⁣(⁣٦)، ولكل قول من هذه الأقوال مستند، والله أعلم.

  قلنا: ومن ألفاظ الأذان والإقامة: (حي على خير العمل) بإجماع أهل البيت⁣(⁣٧)؛ لما روي عن علي أنه قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: (اعلموا أن خير أعمالكم الصلاة)⁣(⁣٨) وأمر بلالا أن يؤذن بـ (حي على خير العمل) حكاه في الشفاء وغيره⁣(⁣٩)، وفيه⁣(⁣١٠) عن ابن عمر⁣(⁣١١)، وابن أبي محذورة، و زين


(١) الانتصار ٢/ ٧١٦، ومختصر اختلاف العلماء ١/ ١٨٧.

(٢) اختلف القول عن الناصر؛ ففي الناصريات ص ١٨٠، والانتصار ٢/ ٧١٦: أن التهليل مرة واحدة، وفي البحر الزخار ١/ ١٩١، والانتصار أيضا ٢/ ٧٤٢: أن التهليل في آخر الأذان والإقامة مرتان.

(٣) مسائل الناصريات ص ١٧٩، والانتصار ٢/ ٧٤٢.

(٤) المدونة ١/ ١٥٧، ١٥٨، وفيها: أن ألفاظ الإقامة فرادى إلا التكبير في أولها وآخرها فمثنى، وانظر: الكافي ١/ ٦٢.

(٥) ما بين المعقوفتين زيادة من (ج).

(٦) ٢/ ٦٧ - ٦٩، وروضة الطالبين ص ٩١.

(٧) مجموع الإمام زيد ص ٨٠ رقم (٤٣)، والأحكام ١/ ٨٣، والتجريد ص ٥٥، والتحرير ١/ ٨٤، وشفاء الأوام ١/ ٢٦٠، وضوء النهار ١/ ٤٦٨.

(٨) سنن ابن ماجة ١/ ١٠١ رقم (٢٧٧، ٢٧٨)، كتاب الطهارة وسننها - باب المحافظة على الوضوء، ومسند أحمد ٨/ ٣٢٣ رقم (٢٢٤٤١) عن ثوبان.

(٩) شفاء الأوام ١/ ٢٦٠، وشرح التجريد ١/ ٧٣، وأصول الأحكام ١/ ٧٣ قم (٢٤١).

(١٠) شفاء الأوام ١/ ٢٦٠.

(١١) مصنف عبد الرزاق ١/ ٤٦٠ رقم (١٧٨٦)، وابن أبي شيبة ١٩٦، والبيهقي ١/ ٤٢٤، والأذان بحي على خير العمل، تأليف أبي عبد الله بن محمد بن علي العلوي - تحقيق: محمد عزان - مكتبة بدر - بدون - ص ٩٨ رقم (٨٥ - ١٠٦).