كتاب الصلاة
  العابدين(١)، وولده [الباقر](٢) أنهم كانوا يقولون ذلك في أذانهم، ويسندونه إلى النبي ÷. وقال: وعن الباقر قال: كانت هذه الكلمة في الأذان، فأمر عمر أن يكفوا عنها؛ مخافة أن تثبط الناس عن الجهاد، ويتكلوا على الصلاة(٣).
  قلت: ويؤيد ذلك ما حكاه سعد التفتازاني(٤) في حاشيته على شرح العضد(٥) بالإسناد إلى من رواه عن عمر ¥ أنه كان يقول: (ثلاث كن على عهد رسول الله ÷ أنا أحرمهن وأنهى عنهن: متعة الحج، ومتعة النكاح، وحي على خير العمل). انتهى(٦).
  وأما التثويب فهو بدعة بإجماع أهل البيت، إلا الناصر(٧).
  وعند الشافعي، ومالك، وبعض الحنفية أنه سنة(٨)، وهو عند أكثرهم قول المؤذن بعد حي على الفلاح: الصلاة خير من النوم، مرتين.
  قال أكثرهم: ولا تثويب إلا في أذان الفجر(٩).
(١) مصنف ابن أبي شيبة ١/ ١٩٥، وعبد الرزاق ١/ ٤٦٠، والأذان بحي علي خير العمل ص ١١١ رقم ١١٢ - ١٥٧.
(٢) ما بين المعقوفتين من (ج).
(٣) شفاء الأوام ١/ ٢٦٠.
(٤) هو مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني الملقب بسعد الدين، ولد سنة ٧١٢ هـ علامة، أصولي، مفسر، متكلم، محدث، أديب، له مصنفات في الأصول والمنطق والبلاغة منها: التلويح في كشف حقائق التنقيح، وتهذيب المنطق والكلام، وحاشية على شرح العضد، توفي بسمرقند ودفن بها سنة ٧٩١ هـ. ينظر: الأعلام ٣/ ٨٣.
(٥) هو عبد الرحمن بن أحمد الإيجي الملقب بعضد الدين، عالم، أصولي، متكلم، أديب، قامت بينه وبين أمير كرمان مناقشة أدت إلى غضب الأمير عليه فحبسه. من مؤلفاته: شرح مختصر المنتهى لابن الحاجب، والمواقف في أصول الدين، توفي في حبسه سنة ٧٥٦ هـ. ينظر: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٤/ ٥٩٤.
(٦) حاشية سعد الدين على العضد ٢/ ٤٢.
(٧) الانتصار ١/ ٧٣٢، والتذكر الفاخرة ص ٩٦، والبحر الزخار ١/ ١٩٢، ولم أجد من استثنى الناصر، بل في البحر الزخار حكى إجماع الناصرية والقاسمية: عن أن التثويب بدعة، وانظر: الناصريات ص ١٨٣.
(٨) حلية العلماء ٢/ ٤٠، وشرح فتح القدير ١/ ٢١٥، والمدونة ١/ ١٥٧، وكرهه الشافعي في القول الجديد. المجموع ٣/ ١٠١، وفي الأم ٢/ ٦٩: لأن أبا محذورة لم يحك عن النبي ÷ أنه أمر بالتثويب فأكره الزيادة في الأذان، وأكره التثويب بعده.
(٩) هو قول جمهور الحنفية، والشافعية، وبه قال المالكية، والحنفية. البحر الرائق ١/ ٥١٧، والعزيز ١/ ٤١٣، وحلية العلماء ٢/ ٤١، والكافي ١/ ٦١، والإنصاف ١/ ٤١٤، وأجازه النخعي في جميع الصلوات، والحسن بن صالح في صلاة العشاء والفجر.