تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 129 - الجزء 2

  العابدين⁣(⁣١)، وولده [الباقر]⁣(⁣٢) أنهم كانوا يقولون ذلك في أذانهم، ويسندونه إلى النبي ÷. وقال: وعن الباقر قال: كانت هذه الكلمة في الأذان، فأمر عمر أن يكفوا عنها؛ مخافة أن تثبط الناس عن الجهاد، ويتكلوا على الصلاة⁣(⁣٣).

  قلت: ويؤيد ذلك ما حكاه سعد التفتازاني⁣(⁣٤) في حاشيته على شرح العضد⁣(⁣٥) بالإسناد إلى من رواه عن عمر ¥ أنه كان يقول: (ثلاث كن على عهد رسول الله ÷ أنا أحرمهن وأنهى عنهن: متعة الحج، ومتعة النكاح، وحي على خير العمل). انتهى⁣(⁣٦).

  وأما التثويب فهو بدعة بإجماع أهل البيت، إلا الناصر⁣(⁣٧).

  وعند الشافعي، ومالك، وبعض الحنفية أنه سنة⁣(⁣٨)، وهو عند أكثرهم قول المؤذن بعد حي على الفلاح: الصلاة خير من النوم، مرتين.

  قال أكثرهم: ولا تثويب إلا في أذان الفجر⁣(⁣٩).


(١) مصنف ابن أبي شيبة ١/ ١٩٥، وعبد الرزاق ١/ ٤٦٠، والأذان بحي علي خير العمل ص ١١١ رقم ١١٢ - ١٥٧.

(٢) ما بين المعقوفتين من (ج).

(٣) شفاء الأوام ١/ ٢٦٠.

(٤) هو مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني الملقب بسعد الدين، ولد سنة ٧١٢ هـ علامة، أصولي، مفسر، متكلم، محدث، أديب، له مصنفات في الأصول والمنطق والبلاغة منها: التلويح في كشف حقائق التنقيح، وتهذيب المنطق والكلام، وحاشية على شرح العضد، توفي بسمرقند ودفن بها سنة ٧٩١ هـ. ينظر: الأعلام ٣/ ٨٣.

(٥) هو عبد الرحمن بن أحمد الإيجي الملقب بعضد الدين، عالم، أصولي، متكلم، أديب، قامت بينه وبين أمير كرمان مناقشة أدت إلى غضب الأمير عليه فحبسه. من مؤلفاته: شرح مختصر المنتهى لابن الحاجب، والمواقف في أصول الدين، توفي في حبسه سنة ٧٥٦ هـ. ينظر: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٤/ ٥٩٤.

(٦) حاشية سعد الدين على العضد ٢/ ٤٢.

(٧) الانتصار ١/ ٧٣٢، والتذكر الفاخرة ص ٩٦، والبحر الزخار ١/ ١٩٢، ولم أجد من استثنى الناصر، بل في البحر الزخار حكى إجماع الناصرية والقاسمية: عن أن التثويب بدعة، وانظر: الناصريات ص ١٨٣.

(٨) حلية العلماء ٢/ ٤٠، وشرح فتح القدير ١/ ٢١٥، والمدونة ١/ ١٥٧، وكرهه الشافعي في القول الجديد. المجموع ٣/ ١٠١، وفي الأم ٢/ ٦٩: لأن أبا محذورة لم يحك عن النبي ÷ أنه أمر بالتثويب فأكره الزيادة في الأذان، وأكره التثويب بعده.

(٩) هو قول جمهور الحنفية، والشافعية، وبه قال المالكية، والحنفية. البحر الرائق ١/ ٥١٧، والعزيز ١/ ٤١٣، وحلية العلماء ٢/ ٤١، والكافي ١/ ٦١، والإنصاف ١/ ٤١٤، وأجازه النخعي في جميع الصلوات، والحسن بن صالح في صلاة العشاء والفجر.