باب [الأذان والإقامة وأحكامهما]
  وأما تحسينه: فلقوله ÷: (زينوا القرآن بأصواتكم). أخرجه أبو داود(١)، والترمذي(٢). والأذان مقيس.
  وأما كراهة التغني فيه: وهو تمطيطه على نحو ألحان المغنين؛ فلإنكار علي وابن عمر ذلك على من يفعله: روي أن رجلا قال لعلي: إني لأحبك في الله، قال: ولكني أبغضك في الله. قال: ولم؟ قال: لأنك تتغنى في أذانك، وتأخذ على تعليم القرآن أجرا. حكاه في أصول الأحكام، والشفاء(٣).
  وفي مهذب الشافعية(٤): عن ابن عمر: أن رجلا قال له: إني لأحبك في الله، قال: وأنا أبغضك في الله: إنك تتغنى(٥) في أذانك). انتهى.
  وأما الوقف على أواخر ألفاظه: فللترسل فيه.
[أداب المؤذن]
  وأما آداب المؤذن فمنها: أن يكون متطهرًا كما مر؛ لما مر. ومنها: أن يكون مستقبلا للقبلة؛ لأنه المنقول عن السلف والخلف؛ ولأنها أشرف الجهات؛ ولورود ذلك في إحدى روايات منام عبد الله بن زيد. ومنها: أن يجعل أنملتي مسبحتيه في صماخي أذنيه، وأن يلتفت [على](٦) يمينه عند قوله: (حي على الصلاة) وعن يساره عند قوله: (حي على الفلاح)؛ لحديث أبي جحيفة قال: رأيت بلالا يؤذن، ويدور، ويتبع فاه هاهنا وهاهنا، وإصبعاه في أذنيه. هكذا في رواية الترمذي(٧). وفي رواية البخاري
(١) أبو داود ٢/ ١٥٥ رقم (١٤٦٨)، كتاب الصلاة، وابن خزيمة ٣/ ٢٤ رقم (١٥٥١)، باب التغليظ في ترك تسوية الصفوف، والنسائي ٢/ ١٧٩ رقم (١٠١٦)، كتاب الافتتاح - باب تزيين القرآن بالصوت، وابن ماجة ١/ ٤٢٦ رقم ١٣٤٢، كتاب إقامة الصلاة - باب في حسن الصوت بالقرآن، من حديث البراء بن عازب، والحديث صححه الحاكم في المستدرك ١/ ٥٧١، كتاب فضائل القرآن.
(٢) عزاه في تلخيص الحبير ٤/ ٣٠٠ إليه، ولم أجده في سنن الترمذي، ولعل المؤلف تبع ابن حجر في التلخيص ٤/ ٣٠٠ في نسبة الحديث إلى الترمذي. والله أعلم.
(٣) أصول الأحكام ١/ ٧٦ رقم (٢٥٥)، وشفاء الأوام ١/ ٢٦٥، ومجموع الإمام زيد ص ٨١ رقم (٤٦).
(٤) قال في المجموع شرح المهذب ٣/ ١١٨: رواه أبو بكر بن أبي داود السجستاني في كتابه المغازي.
(٥) في المجموع شرح المهذب: تبغي. قال: وفي المغازي: تختال في أذانك.
(٦) في (ب، ج): عن.
(٧) الترمذي ١/ ٣٧٥ رقم (١٩٧)، كتاب الصلاة - باب ما جاء في إدخال الأصبع في الأذن عند الأذان.