تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب [الأذان والإقامة وأحكامهما]

صفحة 132 - الجزء 2

  ومسلم⁣(⁣١): وأذن بلال، قال: فجعلت أتتبع فاه هاهنا وهاهنا، يمينا وشمالا، يقول: حي على الصلاة، حي على الفلاح. وفي رواية لأبي داود⁣(⁣٢): فلما بلغ: حي على الصلاة حي على الفلاح، لوى عنقه يمينًا وشمالًا، فلم يستدر. انتهى.

  والمعنى في وضع الأنملتين في الصماخين أن ذلك أجمع للصوت.

  قيل: وحكمة الالتفات في الحيعلتين خاصة أنهما خطاب وما عداهما ذكر⁣(⁣٣).

  قال في البحر: وفي كون الإقامة كذلك وجهان: يلتفت؛ لأنها إشعار، ولا؛ لحضور أهلها، وهو الأقرب؛ إذ لم يؤثر فيها⁣(⁣٤). وندب أن يكون قائمًا حال أذانه؛ لعادة السلف. وعن الجويني أن القيام والاستقبال حال الأذان شرط في صحته⁣(⁣٥).

  ومن آداب المؤذن: أن يكون صيتا: أي عالي الصوت، حسنه؛ لقوله ÷ لعبد الله بن زيد: (قم مع بلال، فألق عليه ما رأيت، فليؤذن به، فإنه أندى صوتا منك)⁣(⁣٦) أي أعلى وأبعد مدى⁣(⁣٧)؛ ولحديث أبي محذورة، حيث قال في إحدى رواياته: إن رسول الله ÷ قال له ولأصحابه: (أيكم الذي سمعت صوته قد ارتفع)؟ فأشار القوم إلي، فأرسلهم كلهم وحبسني، فقال: (قم فأذن بالصلاة) الخبر، وفي رواية⁣(⁣٨) عنه أن النبي ÷ قال: (قد سمعت في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت، فأرسل إلينا فأذنَّا، رجل رجل، وكنت آخرهم، فقال حين أذنت: (تعال)، فأجلسني بين يديه، ومسح على ناصيتي، وَبَرَّكَ ثلاث مرات، ثم قال: (اذهب، اذهب⁣(⁣٩)، فأذن عند البيت الحرام) الحديث.


(١) البخاري ١/ ٢٢٧ رقم (٦٠٨)، كتاب الأذان - باب الأذان للمسافرين إذا كانوا جماعة، ومسلم ١/ ٣٦٠ رقم (٥٠٣)، كتاب الصلاة - باب سترة المصلي.

(٢) سنن أبي داود ١/ ٣٥٧ رقم (٥٢٠)، كتاب الصلاة - باب المؤذن يستدير في أذانه.

(٣) هذا القول في الانتصار ٢/ ٧٨٤.

(٤) البحر الزخار ١/ ١٩٥.

(٥) تقدم، وانظر: الانتصار ٢/ ٧٧٨.

(٦) الترمذي ١/ ٢٥٨ رقم (١٨٩)، كتاب الصلاة - باب بدء الأذان، وابن ماجة ١/ ٢٣٢ رقم (٧٠٦)، كتاب الأذان والسنة فيها - باب بدء الأذان.

(٧) في النهاية ٥/ ٩٠: أرفع وأعلى، وقيل: أحسن وأعذب، وقيل: أبعد.

(٨) هي رواية النسائي ٢/ ٧ رقم (٦٣٣)، كتاب الأذان - باب الأذان في السفر.

(٩) قوله: اذهب، اذهب سقط من (ب)، وسقطت واحدة منهما من (ج).