تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب: صفة الصلاة

صفحة 154 - الجزء 2

  التكبير قوله ÷: (مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم). أخرجه أبو داود، والترمذي⁣(⁣١). والمعلوم أنه ÷ كان يفعله قائما قطعا، وقد قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي) وقد تقدم.

  والتكبير المعتبر عند أهل المذهب هو قول القائل: الله اكبر، فلا يجزئ غيره عندهم، وهو مذهب المؤيد بالله، وتخريجه، وبه قال الشافعي، ومالك، وغيرهما، فلا يجزئ أن يقول: الله أعظم، أو أجل، أو الله كبير، ونحو ذلك عندهم⁣(⁣٢)، فأما الله الأكبر بالتعريف فيجزئ عند الشافعي⁣(⁣٣).

  وعند زيد، وأبي حنيفة، ومحمد: يجزئ كل ما أفاد التعظيم نحو: الله الكبير، أو المجيد، وكذلك يجزئ عندهم التسبيح والتهليل، لا الدعاء⁣(⁣٤)، وقال أحمد بن يحيى، وأبو العباس: يجزئ كل أفعل تفضيل⁣(⁣٥)، نحو: الله أعظم، الله أجل، قال أبو طالب: وبالتهليل لا التسبيح⁣(⁣٦). لنا عليهم [جميعا]⁣(⁣٧) ما تقدم من قول النبي ÷ وفعله.

  قال الإمام يحيى: ولا يضر التعريف نحو الله الأكبر، ولا الفصل نحو الله العظيم أكبر، ولا الزيادة نحو: الله أكبر وأجل، أو نحو ذلك⁣(⁣٨).

  قلنا: لم يؤثر ذلك عن النبي ÷، وقد قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي).

  قال الإمام يحيى والشافعي: فأما لو قال: أكبر الله، ونحوه، ففيه تردد. الأصح لا يجزئ، كتعكيس القراءة⁣(⁣٩).


(١) الترمذي ١/ ٨ رقم (٣)، كتاب الطهارة - باب ما جاء أن مفتاح الصلاة الطهور، وأبو داود ١/ ٤٩ رقم (٦١)، كتاب الطهارة - باب فرض الوضوء، وابن ماجة ١/ ١٠١ رقم (٢٧٥)، كتاب الطهارة وسننها - باب مفتاح الصلاة الطهور عن علي بن أبي طالب.

(٢) البحر الزخار ٢/ ٣٩٤، والأم ٢/ ١٢٥ - ١٢٦، والمدونة ١/ ١٦١.

(٣) الأم ٢/ ١٢٦.

(٤) البحر الزخار ٢/ ٣٩٤، والهداية ١/ ٤٨.

(٥) التذكرة الفاخرة ص ٩٩، والبحر الزخار ٢/ ٣٩٥.

(٦) التذكرة الفاخرة ص ٩٩، والبحر الزخار ٢/ ٣٩٥.

(٧) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).

(٨) الانتصار ٣/ ١٩٧ - ٢٠٠، والبحر الزخار ٢/ ٣٩٥.

(٩) المصادر السابقة، للمذهب الشافعي كما صرح به النووي في روضة الطالبين ص ١٠٤.