تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 159 - الجزء 2

  رأيت رسول الله ÷ رفع يديه حين افتتح الصلاة، ثم لم يرفعها حتى انصرف. أخرجه أبو داود. وقال: هذا الحديث ليس بصحيح⁣(⁣١).

  وعند الشافعي⁣(⁣٢)، وأحمد، ورواية عن مالك: يندب ذلك للافتتاح، ولكل ركوع ورفع منه، لا غير ذلك⁣(⁣٣)؛ لحديث ابن عمر قال: كان رسول الله ÷ إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يكونا بحذو منكبيه، ثم يكبر، فإذا أراد أن يركع فعل مثل ذلك، وإذا رفع رأسه من الركوع فعل مثل ذلك، ولا يفعله حين [يسجد، هكذا في مسلم، ولا حين]⁣(⁣٤) يرفع رأسه من السجود. الحديث⁣(⁣٥) أخرجه البخاري ومسلم⁣(⁣٦)، وللباقين نحوه.

  واختلفوا في حد الرفع ومحله، وكيفيته. واحتج كل منهم بخبر يرويه.

  ولنا عليهم جميعا قوله ÷: (مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شُمُسٍ، اسكنوا في الصلاة). هكذا في إحدى روايات أبي داود، وهو طرف من حديث أخرجه⁣(⁣٧) مسلم⁣(⁣٨).

  قال في البحر: وحملهم إياه على الإشارة عند التسليم بعيد؛ إذ قال: أيديكم، ولم يقل: أصابعكم؛ ولضعف التشبيه معه⁣(⁣٩).


(١) أبو داود ١/ ٤٧٩ رقم (٧٥٢)، كتاب الصلاة - باب من لم يذكر الرفع عند الركوع.

(٢) في (ب): الشافعية.

(٣) الأم ٢/ ١٣٦، والمعونة ١/ ١٥٤، والمغني ١/ ٥١٢، ٥٣٨.

(٤) ما بين المعقوفتين زيادة من (ب، ج)، إلا قوله: هكذا في مسلم فزيادة من (ب) فقط.

(٥) في (ب، ج): لحديث.

(٦) البخاري ١/ ٢٥٨ رقم (٧٠٣)، كتاب صفة الصلاة - باب رفع اليدين في التكبيرة الأولى في الصلاة، ومسلم ١/ ٢٩٢ رقم (٣٩٠)، كتاب الصلاة - باب استحباب رفع اليدين حذو المنكبين في التكبيرة الأولى والركوع، وأبو داود ١/ ٤٦١ رقم (٧٢١)، كتاب الصلاة - باب رفع اليدين في الصلاة، والترمذي ٢/ ٣٥ رقم (٢٥٥)، كتاب الصلاة - باب ما جاء رفع اليدين عند الركوع، وابن ماجة ١/ ٢٧٩ رقم (٧٥٧)، كتاب الإقامة - باب رفع اليدين إذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع.

(٧) في الأصل: قد أخرجه.

(٨) مسلم ١/ ٣٢٢ رقم (٤٣٢)، كتاب الصلاة - باب الأمر بالسكون في الصلاة، وأبو داود ١/ ٦٠٨ رقم (١٠٠٠)، كتاب الصلاة - باب في السلام، والنسائي ٣/ ٦٢ رقم (١٣١٨)، كتاب السهو - باب موضع اليدين عند السلام، عن جابر بن سمرة.

(٩) البحر الزخار ٢/ ٣٩٧.