تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 174 - الجزء 2

  حرفًا. قلت: وهذا يستقيم في مثل تشديد "رب"، وأما في مثل إدغام لام التعريف فيما بعده فإنه إذا خففه لم ينقص منه شيئا، وإنما ينفك إدغامه، فلا يستقيم التعليل، ولذلك قال المنصور بالله: إنما تفسد بتخفيف لفظ⁣(⁣١) "رب"⁣(⁣٢)، والله أعلم.

  مسألة: قال في البحر⁣(⁣٣): وتفسد بالتعكيس؛ لقوله ÷: (اقرأوا كما عُلِّمتُم»⁣(⁣٤) وبالفصل بسكوت طويل كالفعل، ولا يضر تكرار الكلمات، ولا ترك الترتيب والولاء بين الفاتحة والسورة. انتهى⁣(⁣٥).

  وقال في شرح الإرشاد ما لفظه: وأما الولاء بين أجزائها، يعني الفاتحة، فلحديث البخاري: (صلوا كما رأيتموني أصلي). وقد كان عليه الصلاة والسلام يوالي قراءته، فيعيد المصلي قراءة الفاتحة بتعمد سكوت طال أو قصر، ولكن نوى به قطعها. قال: ولو سكت ناسيا [بنى]⁣(⁣٦) على ما مضى من قراءته، ولو طال السكوت.

  مسألة: وندب ترتيل القراءة؛ لقوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ٤}⁣(⁣٧).

  ويكره تطويل الإمام لها؛ لحديث معاذ، وهو في الصحيحين وغيرهما⁣(⁣٨)، وهو مشهور، وفي إحدى رواياته⁣(⁣٩) أنه قال له النبي ÷: (يا معاذ، لا تكن فتانا؛ فإنه يصلي وراءك الكبير، والضعيف، وذو الحاجة، والمسافر) وفي معناه أحاديث أخر⁣(⁣١٠).


(١) في (ب): إنما يفسد لفظ "رب". وفي (ج): إنما يفسد بتخفيف "رب".

(٢) المهذب في فتاوى الإمام المنصور بالله ص ٢٤٣.

(٣) البحر الزخار ٢/ ٤٠٨.

(٤) أخرجه أبو يعلى في مسنده ٨/ ٤٧٠ رقم (٥٠٥٧) عن عبد الله بن مسعود، قال: اختصم رجلان في سورة، فقال هذا: أقرأني رسول الله ÷، وقال هذا: أقرأني رسول الله ÷، فأتيا النبي ÷ فأخبر بذلك، قال: فتغير وجهه، فقال: «اقرأوا كما علمتم» فذكر فيه كلاما، ثم قال: «فإنما هلك من كان قبلكم باختلافهم على أنبيائهم»، وهو في صحيح ابن حبان ٣/ ٢١ رقم (٧٤٧)، كتاب الرقائق - باب قراءة القرآن، بلفظ مقارب.

(٥) في الأصل زيادة وهي: وقال في شرح الإرشاد ما لفظه: وأما الولاء بين الفاتحة والسورة. انتهى.

(٦) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).

(٧) سورة المزمل: ٤.

(٨) البخاري ١/ ٢٤٩ رقم (٦٧٣)، كتاب الأذان - باب إذا طول الإمام، وكان للرجل حاجة فخرج فصلى، ومسلم ١/ ٤٦٥، كتاب الصلاة - باب القراءة في العشاء، وأبو داود ١/ ٥٠١ رقم (٧٩١)، كتاب الصلاة - باب إمامة من يصلي بقوم وقد صلى تلك الصلاة، والنسائي ٢/ ٩٧ رقم (٨٣١)، وص ١٠٢ رقم (٨٣٥).

(٩) هو لفظ حديث أبي داود.

(١٠) كحديث أبي هريرة أن النبي ÷، قال: إذا صلى أحدكم للناس فليخفف فإن فيهم السقيم والشيخ الكبير وذا الحاجة، البخاري ١/ ٢٤٨ كتاب الجماعة والإمامة - باب إذا صلى لنفسه فليطول ما شاء، ومسلم ١/ ٣٤١ رقم (٤٦٧)، كتاب الصلاة - باب في تخفيف الصلاة.