تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب: صفة الصلاة

صفحة 175 - الجزء 2

  ويكره أيضًا الجمع بين سورتين⁣(⁣١) في ركعة في الصلاة المكتوبة للإمام وغيره، ولا بأس بذلك في النافلة، ويقرأ في الفجر بطوال المفصل، وفي المغرب بقصاره⁣(⁣٢)، ويخير في العشاء؛ لأن ذلك هو المأثور من فعل النبي ÷(⁣٣).

  وندب في فجر الجمعة سورة الجرز⁣(⁣٤) في الأولى، وسورة الدهر في الثانية؛ لحديث أبي هريرة أن النبي ÷ كان يقرأ بهما فيها. أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما⁣(⁣٥).

[حكم التأمين]

  مسألة: والتأمين بدعة عند العترة جميعا⁣(⁣٦)؛ لقوله ÷ في خبر السلمي: (لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن). وقد تقدم⁣(⁣٧).


(١) في (ب): السورتين.

(٢) المفصل: هو السور من سورة محمد إلى سورة الناس، وقصار المفصل من سورة تبارك إلى سورة الناس، وما قبلها طوال المفصل؛ وسمي مفصلا لكثرة فصوله ببسم الله الرحمن الرحيم. الإتقان في علوم القرآن ١/ ٣٠٠.

(٣) عن عمرو بن حرب، قال: كأني أسمع رسول الله ÷ يقرأ في صلاة الغداة: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ١٥ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ١٦} أخرجه مسلم ١/ ٣٤٦ رقم (٤٧٥)، كتاب الصلاة - باب متابعة الإمام والعمل بعده، وأبو داود ١/ ٥١١ رقم (٨١٧)، كتاب الصلاة - باب القراء في الجر، وابن ماجة ١/ ٢٦٨ رقم (٨١٧)، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب القراءة في صلاة الفجر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَحَدٍ أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ اللَّهِ ÷ مِنْ فُلَانٍ فَصَلَّيْنَا وَرَاءَ ذَلِكَ الْإِنْسَانِ وَكَانَ يُطِيلُ الْأُولَيَيْنِ مِنْ الظُّهْرِ، وَيُخَفِّفُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ وَيُخَفِّفُ فِي الْعَصْرِ وَيَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ وَيَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ بِالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَأَشْبَاهِهَا، وَيَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ بِسُورَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ. أخرجه النسائي ٢/ ١٦٦ رقم (٩٨٢)، كتاب الافتتاح - باب تخفيف القيام والقراءة، وأحمد في مسنده ٣/ ١٦٢ رقم (٧٩٩٧)، عن الْبَرَاءِ بْنَ عَازِبٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِي ÷ قَرَأَ فِي الْعِشَاءِ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا مِنْهُ. أخرجه مسلم ١/ ٣٣٩ رقم (٤٦٤)، كتاب الصلاة - باب القراءة في العشاء، وأبو داود ٢/ ١٩ رقم (١٢٢١)، كتاب الصلاة - باب قصر القراء في السفر، والترمذي ٢/ ١٩ رقم (٣١٠)، كتاب الصلاة - باب ما جاء في القراءة في صلاة العشاء.

(٤) سورة السجدة.

(٥) صحيح البخاري ١/ ٣٠٣ رقم (١٠١٨)، كتاب الجمعة - باب سجدة تنزيل، ومسلم ٢/ ٥٩٩ رقم (٨٧٩)، كتاب الجمعة - باب ما يقرأ في الجمعة، وسنن أبي داود ١/ ٦٤٨ رقم (١٠٧٠)، كتاب الصلاة - باب ما يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة، وسنن الترمذي ٢/ ٣٩٦ رقم (٥١٩)، أبواب الصلاة - باب ما جاء في القراءة في الجمعة.

(٦) التجريد ص ٦٤، والتحرير ١/ ٩١، والبحر الزخار ٢/ ٤١٤، وشفاء الأوام ١/ ٣١٣.

(٧) سبق تخريجه ص ١٠٠١.