وعند أبي حنيفة، وإحدى الروايتين عن مالك⁣^(⁣١): أنه لا يجب الاعتدال⁣^(⁣٢)؛ إذ قال تعالى: {ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا}⁣^(⁣٣) ولم يذكره⁣^(⁣٤). قلنا: أوجبته السنة.

[الفرض السابع: السجود]

  قوله أيده الله تعالى: (ثم سجود بلا حائل حي غالبا على الجبهة والركبتين وباطن الكفين وقدمين مستقرات) هذا هو الفرض السابع، وهو السجود.

  قال في البحر: وهو ضروري كالركوع، وأقله خفض الرأس عن العجيزة، وتكميله الاطمئنان⁣^(⁣٥)؛ لقوله ÷: (ثم تسجد حتى تطمئن ساجدًا) وفي حديث آخر: (حتى تطمئن مفاصله) كما تقدم.

  ويجب أن يكون السجود على السبعة الأعضاء المذكورات؛ لحديث ابن عباس أن النبي ÷ قال: (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة - وأشار بيده إلى أنفه -، واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين. ولا نكفت الثياب ولا الشعر)⁣^(⁣٦). وفي رواية: (على سبعة آراب)⁣^(⁣٧). أخرج أصله الستة إلا الموطأ بروايات عدة.

(١) البحر الرائق ١/ ٥٨٢، وبداية المجتهد ١/ ١٣٥.

(٢) الهداية ١/ ٦٠.

(٣) سورة الحج: ٧٧.

(٤) الحنفية يفرقون بين الواجب والفرض، كما مشهور عنهم في كتب أصول الفقه، ولهذا فهم يقولون بعدم الاعتدال من الركوع، وكذلك الأمر بالنسبة لفرضية قراءة الفاتحة، والاطمئنان في الركوع، ولكن يقولون بوجوبها جميعا: قراءة الفاتحة وثلاث آيات، والاطمئنان في الركوع، والاعتدال من الركع. والفرض هو في القراءة أن يقرأ ما يسمى قرآنا ولو آية، وفي الركوع الفرض الانحناء والاعتدال ليس فرضا، وهذه الواجبات يجب في تركها سهوا سجود السهو لا بطلان الصلاة إلا إذا تعمد بطلت. وأما المفروض فلو تركها بطلت الصلاة ولو سهوا. انظر: البحر الرائق ٢/ ١٥٠، واللباب ١/ ٩٤.

(٥) البحر الزخار ١/ ٢٥٣.

(٦) هذا لفظ البخاري ١/ ٢٨٠ رقم (٧٧٩)، كتاب صفة الصلاة - باب السجود على الأنف، وأخرج مسلم ٢/ ٥٢ رقم (٢٢٨)، كتاب الصلاة - باب أعضاء السجود، والنهي عن كف الشعر والثوب، والترمذي ٢/ رقم (٢٧٣)، كتاب الصلاة - باب ما جاء في السجود على سبعة أعضاء، وأبو داود في سننه ١/ رقم (٨٨٩ - ٨٩٠)، كتاب الصلاة - باب أعضاء السجود، والنسائي ٢/ ٢٠٨، كتاب التطبيق - باب على كم السجود، ٢/ ٢١٦، باب النهي عن كف الشعر في السجود، وابن ماجة ١/ ٢٨٦ رقم (٨٨٣ - ٨٨٤)، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب السجود.

(٧) عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله ÷ يقول: «إذا سجد العبد سجد =