تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 240 - الجزء 2

  وعن المؤيد والمنصور أنه إن قصد مجموع الأمرين: الإعلام، والقراءة مثلا، لم يفسد، وإن قصد مجرد الإعلام أفسد⁣(⁣١).

  ويلحق بما تقدم ذكره فوائد ذكرها في الغيث:

  الأولى: أن الدعاء بغير القرآن لا يجوز في الصلاة عند الهادي⁣(⁣٢)، ولو بخير الآخرة؛ لما تقدم من قوله ÷: (لا يصلح فيها شيء من كلام الناس).

  وعن القاسم، ومالك، والشافعي: يجوز بخير الدنيا والآخرة⁣(⁣٣).

  وعن المؤيد بالله بخير الآخرة فقط، قال: ولا أعلم أحدًا غير الهادي منع من الدعاء بخير الآخرة⁣(⁣٤).

  الثانية: أن حذف الألف واللام من الرحمن ونحوه مفسد، كما حكاه الحقيني، خلاف ما في اللمع⁣(⁣٥)؛ لأن لفظ "رحمن" بغير ألف ولام، لا نظير له في القرآن، ولا في أذكار الصلاة⁣(⁣٦).

  الثالثة: أن الزيادة المفرطة في المد وفي تشديد ما لا يتكرر من الحروف مفسد؛ إذ يصير بذلك فعلا كثيرًا، خلاف من أطلق القول بعدم إفسادهما⁣(⁣٧).

  وأما الزيادة في تشديد ما يتكرر، وهو الراء، فمفسد اتفاقا⁣(⁣٨).

  الرابعة: أن ترك التشديد إن كان بفك الإدغام⁣(⁣٩) فقط لم يفسد⁣(⁣١٠)؛ إذ لم ينقص حرفًا، وإن كان بغير ذلك أفسد⁣(⁣١١)؛ لنقصانه حرفًا، كما تقدم.

  الخامسة: لو حذف التنوين حالة الوصل، أو أثبته حالة الوقف، لم تفسد؛ لأن لكل منهما نظيرًا في القرآن، مع قطع النظر عن الوصل والوقف.


(١) الانتصار ٣/ ٤٥٣، والمهذب في فتاوى الإمام المنصور بالله ص ٤٨، وشرح الأزهار ١/ ٢٧٧.

(٢) شرح الأزهار ١/ ٢٧٧، والانتصار ٣/ ٤٤٢، والأحكام ١/ ١٠٩.

(٣) شرح الأزهار ١/ ٢٧٧، والانتصار ٣/ ٤٤٢، والحاوي ٢/ ٢٠٠، والمدونة ١/ ١٩٢.

(٤) شرح الأزهار ١/ ٢٧٧.

(٥) قال المؤيد بالله: لا يفسد، وقال الحقيني: يفسد. البيان الشافي ١/ ٢٧١.

(٦) خلاف ما في اللمع. هكذا في (ب)، وفي (ج): خلاف. فقط.

(٧) هو النحوي في التذكرة الفاخرة ص ١٠٥.

(٨) التذكرة الفاخرة ص ١٠٥، وروضة الطالبين ص ١٠٩، والمحيط البرهاني ١/ ٣٧٨، والبيان الشافي ١/ ٢٧١.

(٩) في (ج): الإطغام.

(١٠) نحو: {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا}⁣[يس: ٦].

(١١) نحو نقص التشديد في: {فَكُّ رَقَبَةٍ ١٣}⁣[البلد: ١٣]، وفي: {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا}⁣[الذاريات: ٢٩].