تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

باب: [صلاة الجماعة]

صفحة 249 - الجزء 2

[حكم الصلاة خلف الفاسق]

  قوله أيده الله تعالى: (العدل، ولو عن قريب)⁣(⁣١) احترز بالعدل عن الفاسق ومن في حكمه، فلا تصح الصلاة خلفهما.

  وحقيقة العدالة: محافظة دينية، تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة، وليس⁣(⁣٢) معها بدعة⁣(⁣٣). قيل: وتتحقق بتأدية الواجبات⁣(⁣٤) واجتناب المحظورات⁣(⁣٥)، فلا تصح خلف كافر التصريح إجماعًا⁣(⁣٦)، ولا خلف المتأول عند من يكفره⁣(⁣٧)، ولا خلف فاسق التصريح عند العترة، ومالك، والجعفرين⁣(⁣٨)؛ لقوله ÷:) لا يؤمنكم ذو جرأة في دينه)⁣(⁣٩)، وقوله ÷: (إن سركم أن تزكوا صلاتكم فقدموا خياركم)⁣(⁣١٠)، وقوله ÷: (لا يَؤْمَّنَّ فاجر مؤمنا، ولا يصلين مؤمن خلف فاجر)⁣(⁣١١)، حكى هذه الثلاثة الأحاديث في شفاء الأوام.

  وقوله ÷: (أئمتكم وفدكم، فانظروا من توفدون -


(١) في (الأصل، ب): ولو عن قرب.

(٢) في (ب، ج): ليس.

(٣) ينظر مختصر ابن الحاجب ١/ ٥٦٨.

(٤) في (ج): الواجبات كلها.

(٥) المصدر السابق.

(٦) الانتصار ٣/ ٥٥٩، وروضة الطالبين ص ١٥٥، وبدائع الصنائع ١/ ١٥٧، والمغني ٢/ ٣٣، وعيون المجالس ١/ ٣٦٥.

(٧) فَصَّلَ الإمام يحيى بن حمزة في ذلك. الانتصار ٣/ ٥٧١، وقد اختار الإمام يحيى بن حمزة الصلاة خلف كفار التأويل، والأجدر بالمسلمين ترك التكفير بالتأويل، واحترام آراء البعض؛ فالتكفير بالتأويل يؤدي إلى سفك الدماء وزيادة الفرقة والوحشة بين أبناء المسلمين خاصة، وقد وصل المسلمون إلى حالة يرثى لها؛ فالأجدر بالمسلمين أن ينهجوا نهج الإمام يحيى بن حمزة وأمثاله، وعدم التسرع في التكفير والتفسيق.

(٨) الأحكام ١/ ١١١، والتحرير ١/ ٩٥، وشرح الأزهار ١/ ٢٨٠، وأصول الأحكام ١/ ١٤٠، والانتصار ٣/ ٣٦٥ - ٥٦٥، وعيون المجالس ١/ ٣٦٩، وهو مذهب الحنابلة. الإنصاف ٢/ ٢٥٢، والمغني ٢/ ٢٦، والجعفران هما: جعفر بن حرب وجعفر بن مبسْر.

(٩) أصول الأحكام ١/ ١٤٠ رقم (٤٧٠)، وشفاء الأوام ١/ ٣٣٥، وأمالي أبي طالب ص ٣١٥، وفي أمالي أحمد بن عيسى ١/ ٣٠٢ رقم (٤٥٦): «لا يؤمكم ذو حزبة في دينه» قال محمد بن منصور: الحزبة: الذي يكون شبه الخدش.

(١٠) شفاء الأوام ١/ ٣٣٦، وسنن الدارقطني ١/ ٣٤٦ رقم (١١)، باب ذكر الركوع والسجود وما يجري فيهما، وذكره في العلل المتناهية ١/ ٤١٨ رقم (٧٠٩) حديث تقديم الأخيار، تأليف: عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (ت: ٥٩٧ هـ) - تحقيق: خليل الميس - دار الكتب العلمية - بيروت - ط ١ (١٤٠٣).

(١١) أمالي أحمد بن عيسى ١/ ٣٠٢ رقم (٤٥٦)، وشفاء الأوام ١/ ٣٣٥.