[شرح خطبة الأثمار]
  الكريم مستهلة هامعة، ولا فتيت(١) صوارم عزائمه لرقاب آمال أعداء الله وأعدائه قاطعة.
  والله يسعد كل يوم جَدَّه ... ويزيد من أعدائه في آلِه
  لما كان المختصر(٢) الميمون المذكور، قد اشتمل على ما تضمنه أصله(٣) من منطوق ومفهوم، واحتوى على ما يوازيه أو يدانيه من روائع(٤) بدائع العلوم بعبارات رائقة، تتسابق معانيها إلى الأفهام، واختيارات فائقة تجلي أنوارها ظلمات الأوهام، فجاء - بحمد الله(٥) - مع لطافة حجمه بحرًا زاخرًا لا ينتهي إلى ساحل، وكنزًا مشحونًا بجواهر ذخائر المسائل.
  جَزْلُ المَعَانِي رقيقُ اللفظِ مؤنقِه ... كالماءِ يخرجُ ينبوعاً من الحَجَرِ(٦)
  أشار مولانا(٧) أمير المؤمنين - أطال الله بقاءه، ونصر لواءه - إلى أن أشرحه شرحًا يبرز السلسال من معين عيونه، ويرفع الأستار عن وجوه خرائد أبكاره وعونه(٨)، مع بيان أدلة(٩) مسائله التفصيلية، وإقامة البرهان على رجحان اختياراته الإمامية، وزيادة ما أمكن من نكت الفوائد السرية السنية. [وأشار مولانا الإمام حفظه الله تعالى ونصره، وخذل عدوه ودمره إلى أن يكون الشرح الميمون](١٠) مشتملا على كشف معاني [خطبة الأثمار](١١) الغراء، وتحقيق مباني(١٢) مقدمته الزهراء؛ لسبك ألفاظهما(١٣) في قالب الإيجاز، وشدة مقاربتها لحد الإعجاز، وكون الخطبة قد اشتملت على مهمات قواعد علم الكلام [التي عليها انبناء ملة الإسلام](١٤)، واحتوت المقدمة
(١) في (ج): ولا زالت.
(٢) في (ب): لما كان هذا المختصر.
(٣) أي كتاب الأزهار في فقه الأئمة الأطهار، للإمام المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضى.
(٤) في (ش): زوائد.
(٥) سقط من (ب، ج): بحمد الله.
(٦) البيت لأبي فراس الحمداني. ينظر ديوانه ص ٨٣ - دار كرم بدمشق للطباعة والنشر - بدون.
(٧) في (ش): أشار مؤلفه مولانا.
(٨) في (ج): وعيونه. والعُوْنُ: جمع العوان.
(٩) في (ش): مع تحرير أدلة.
(١٠) ما بين المعقوفتين في (ش)، ويكون مشتملا على.
(١١) في (ش): خطبته.
(١٢) في (ش): معاني.
(١٣) في (ب، ج): ألفاظها.
(١٤) في (ش): التي تبنى عليها أركان ملة الإسلام.