تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

[شرح خطبة الأثمار]

صفحة 89 - الجزء 1

  الكريم مستهلة هامعة، ولا فتيت⁣(⁣١) صوارم عزائمه لرقاب آمال أعداء الله وأعدائه قاطعة.

  والله يسعد كل يوم جَدَّه ... ويزيد من أعدائه في آلِه

  لما كان المختصر⁣(⁣٢) الميمون المذكور، قد اشتمل على ما تضمنه أصله⁣(⁣٣) من منطوق ومفهوم، واحتوى على ما يوازيه أو يدانيه من روائع⁣(⁣٤) بدائع العلوم بعبارات رائقة، تتسابق معانيها إلى الأفهام، واختيارات فائقة تجلي أنوارها ظلمات الأوهام، فجاء - بحمد الله⁣(⁣٥) - مع لطافة حجمه بحرًا زاخرًا لا ينتهي إلى ساحل، وكنزًا مشحونًا بجواهر ذخائر المسائل.

  جَزْلُ المَعَانِي رقيقُ اللفظِ مؤنقِه ... كالماءِ يخرجُ ينبوعاً من الحَجَرِ⁣(⁣٦)

  أشار مولانا⁣(⁣٧) أمير المؤمنين - أطال الله بقاءه، ونصر لواءه - إلى أن أشرحه شرحًا يبرز السلسال من معين عيونه، ويرفع الأستار عن وجوه خرائد أبكاره وعونه⁣(⁣٨)، مع بيان أدلة⁣(⁣٩) مسائله التفصيلية، وإقامة البرهان على رجحان اختياراته الإمامية، وزيادة ما أمكن من نكت الفوائد السرية السنية. [وأشار مولانا الإمام حفظه الله تعالى ونصره، وخذل عدوه ودمره إلى أن يكون الشرح الميمون]⁣(⁣١٠) مشتملا على كشف معاني [خطبة الأثمار]⁣(⁣١١) الغراء، وتحقيق مباني⁣(⁣١٢) مقدمته الزهراء؛ لسبك ألفاظهما⁣(⁣١٣) في قالب الإيجاز، وشدة مقاربتها لحد الإعجاز، وكون الخطبة قد اشتملت على مهمات قواعد علم الكلام [التي عليها انبناء ملة الإسلام]⁣(⁣١٤)، واحتوت المقدمة


(١) في (ج): ولا زالت.

(٢) في (ب): لما كان هذا المختصر.

(٣) أي كتاب الأزهار في فقه الأئمة الأطهار، للإمام المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضى.

(٤) في (ش): زوائد.

(٥) سقط من (ب، ج): بحمد الله.

(٦) البيت لأبي فراس الحمداني. ينظر ديوانه ص ٨٣ - دار كرم بدمشق للطباعة والنشر - بدون.

(٧) في (ش): أشار مؤلفه مولانا.

(٨) في (ج): وعيونه. والعُوْنُ: جمع العوان.

(٩) في (ش): مع تحرير أدلة.

(١٠) ما بين المعقوفتين في (ش)، ويكون مشتملا على.

(١١) في (ش): خطبته.

(١٢) في (ش): معاني.

(١٣) في (ب، ج): ألفاظها.

(١٤) في (ش): التي تبنى عليها أركان ملة الإسلام.