كتاب الصلاة
  من: شكر، أو استغفار، [أو تلاوة](١)؛ لأن الأعمال بالنيات، وذو السبب يضاف إليه، كما مر في نية الصلاة، ولا بد مع النية من تكبيرة. ذكر ذلك أبو طالب(٢)، وهي عنده للافتتاح، ويكبر ثانية للنقل، ويقول فيه ما يقول في سجود الصلاة عندنا(٣).
  وقيل: بل يقول فيها ما روته عائشة، قالت: كان رسول الله ÷ يقول في سجود القرآن بالليل: «سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته». أخرجه الترمذي(٤).
  وقيل: بل يقول فيه ما ورد في حديث ابن عباس، قال: جاء رجل إلى رسول الله ÷ فقال: يا رسول الله، رأيتني الليل وأنا نائم كأني أصلي خلف شجرة، فسجدتُ فسجدت الشجرة لسجودي، فسمعتها تقول: «اللهم اكتب لي بها أجرا، وحط عني بها وزرا، واجعلها لي عندك ذخرا، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود»، قال ابن عباس: فسمعت رسول الله ÷ قرأ سجدة، ثم سجد، فقال مثل ما أخبره الرجل عن قول الشجرة. أخرجه الترمذي(٥).
  ويسن عندنا تكبير النقل عند الاعتدل كعند السجود، لا التشهد والتسليم؛ إذ لم يؤثرا(٦).
  وعن بعض الشافعية: يتشهد ويسلم كما في الصلاة، وعن بعضهم: يسلم؛ قياسا للتحليل على التحريم، ولا يتشهد؛ إذ لا دليل(٧).
(١) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).
(٢) الانتصار ٣/ ٨٢٨، وشرح الأزهار ١/ ٣٣٣.
(٣) الانتصار ١/ ٨٢٩، وذكر في روضة الطالبين ص ١٤٤: يستحب أن يقول في سجود التلاوة: سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته، وأن يقول: اللهم اكتب لي بها عندك أجرا، واجعلها لي عندك ذخرا، وضع عني بها وزرا، واقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود #، ولو قال ما يقول في سجود صلاته جاز ثم يرفع رأسه مكبرا كما يرفع من سجود الصلاة.
(٤) أخرجه الترمذي في سننه ص ١٤٤ رقم (٥٨٠)، كتاب أبواب السفر - باب ما جاء ما يقول في سجود القرآن، ومسلم ص ٣٤١ رقم (٧٧١)، كتاب صلاة المسافرين - باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، وأبو داود في سننه ص ٢٤٩ رقم (١٤١١)، كتاب سجود القرآن - باب ما يقول إذا سجد، والنسائي في سننه ص ١٩٤ رقم (١١٢٨)، كتاب التطبيق - باب الدعاء في السجود، وأحمد في مسنده ٦/ ٣٠ رقم (٢٤٠٦٨).
(٥) سنن الترمذي ص ١٤٤ رقم (٥٧٩)، كتاب أبواب السفر - باب ما جاء في ما يقول في سجود القرآن، وقال: ضعيف، وسنن ابن ماجة ص ١٥٣، ١٥٤ رقم (١٠٥٣)، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب سجود القرآن، وسنن البيهقي ٢/ ٣١٨ رقم (٣٥٦٩)، كتاب الطهارة - باب سجدة، ومصنف عبد الرزاق ٣/ ٣٣٧ رقم (٥٨٦٩)، باب كم في القرآن من سجدة، والمعجم الكبير للطبراني ١١/ ١٢٩ رقم (١١٢٦٢).
(٦) الانتصار ٣/ ٨٢٩، والبحر الزخار ١/ ٣٤٥.
(٧) روضة الطالبين ص ١٤٤.