[شرح خطبة الأثمار]
  لفظًا، وتثبت خطًّا، فتكتب بصورة الألف كما في «باسم ربك» ونحوه. وحذفوا صورتها خطًّا في (بسم الله الرحمن الرحيم) خاصة؛ لكثرة الاستعمال(١).
  والله تعالى: اسمٌ خاص لخالق(٢) العالم، الواجب الوجود، المعبود بالحق؛ لاختصاصه [بجميع صفات الكمال](٣)، فهو اسم موضوع بإزاء صفات ذاتية، ومعنى كونه موضوعًا بإزائها أنه إذا أطلق فُهِمَتْ منه تلك الصفات. وأصله الإلَه فحذفت منه همزة «إله» [وعُوِّض عنها حرف التعريف، وأدغمت لام التعريف في لام «إله»(٤)، والتزمتِ العربُ تفخيمها عقيب الضم والفتح](٥)، وأبقوها على الترقيق إذا وليت كسرة.
  و «الإله» في الأصل: اسم جنس يقع على كل معبودٍ بحق أو باطل، ثم غلب على المعبود بالحق(٦)، وإنما سمت العرب أوثانهم آلهة؛ لاعتقادهم أنها تستحق العبادة. وأما "الله" بحذف الهمزة والإدغام فلم يطلق على غير الباري ø في جاهلية ولا إسلام.
  قيل: ووزن «إله»: فعال بمعنى مفعول، كإمام بمعنى مأموم، وهو مشتق من الأَلَهِ: وهو التحيُّر والدهشة؛ لأن العقول تتحير في معرفة [المعبود](٧)، والفطن تدهش عند التفكر في حقيقة ذات الواجب الوجود. يقال أَلِهَ الرجل كما يقال وَلِهَ وَعَلِهَ(٨) إذا تحير ودهش(٩).
  وعن أبي القاسم الكعبي(١٠) أنه مشتق من الوله، وهو الفزع(١١)؛ لفزع العباد إليه
(١) لسان العرب ١٤/ ٤٠٠، والكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل ١/ ٥، لأبي قاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي (ت: ٥٣٨ هـ) - دار المعرفة - بيروت - لبنان - بدون. والدر المصون ١/ ٢١.
(٢) في (ب): بخالق.
(٣) في (ش): بصفات الكمال.
(٤) ينظر اشتقاق أسماء الله ص ٢٣، وتفسير مفاتيح الغيب، لفخر الدين الرازي - دار الفكر - ط (١٤١٥/ ١٩٩٥ م) ١/ ١٦٩، وتاج العروس ١٩/ ٦، وتفسير جامع البيان للطبري ١/ ٨٣.
(٥) ما بين المعقوفتين في (ش)، ثم التزم حرف التعريف عوضا عنها، وأدغمت لام التعريف في لام «إله» والتزموا تفخيم اللام إذا وليت ضمة أو فتحة.
(٦) ينظر الكشاف ١/ ٦.
(٧) في (ش): في معرفة الباري تعالى.
(٨) في (ب، ج، ش): دَلِهَ وعَلِهَ.
(٩) الكشاف ١/ ٦، وتفسير مفاتيح الغيب للرازي ١/ ١٦٦، والدر المصون ١/ ٢٤.
(١٠) عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي الكعبي، من معتزلة بغداد؛ لأخذه عن أبي الحسين الخياط، ونصرته لمذهب البغداديين، مناظر، غزير العلم بالكلام، والفقه، وعلم الأدب، واسع المعرفة في مذاهب الناس، توفي سنة ٣١٩ هـ، وله مصنفات منها: كتاب التفسير، والمقالات، وغيرها. ينظر: طبقات المعتزلة، للإمام المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضى - دار المنتظر - ط ٢ (١٤٠٩ هـ/١٩٨٨ م)، والأعلام ٤/ ٦٥.
(١١) وبه قال الخطابي. ينظر: زاد المسير في علم التفسير. تأليف: أبي الفرج جمال الدين عبد الرحمن بن علي =