تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 335 - الجزء 2

  وقال زيد بن علي: عزائم السجدات⁣(⁣١) أربع: الجرز⁣(⁣٢)، وحم السجدة⁣(⁣٣)، والنجم، واقرأ⁣(⁣٤).

  ومعنى قوله: عزائم [السجدات]⁣(⁣٥) إنها آكد من سائرها⁣(⁣٦).

  واختلف أهل القول الأول في السامع: هل يسجد سواء سجد القارئ أم لا، فالمختار أنه يسجد.

  وقال الشافعي: لا يسجد⁣(⁣٧)؛ لما روي أن غلامًا قرأ السجدة عند النبي ÷ فلم يسجد، وقال للغلام: لو سجدت لسجدنا⁣(⁣٨).

  قلنا: السبب التلاوة، ولا يسلم صحة الخبر.

  وعند الشافعي أيضًا: لا يسجد من لم يقصد الاستماع.

  قلنا: لم يفصل قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ ٢١}⁣(⁣٩).

  وأما عدد آيات السجدات، فعندنا أنها خمس عشرة آية في: الأعراف، والرعد،


(١) عزائم: جمع عزيمة، وهي بمعنى فريضة، وعزائم السجود: ما عزم على قارئ آيات السجود أن يسجد لله فيها. لسان العرب ١٢/ ٤٠٠.

(٢) تسمى سورة السجدة بسورة الجرز؛ لقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا}⁣[السجدة: ٢٧].

(٣) المقصود سورة فصلت.

(٤) مجموع الإمام زيد ص ١٥٥، والانتصار ٣/ ٨١٨.

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من (الأصل).

(٦) أصول الأحكام ١/ ١٣٢.

(٧) وهو وجه للشافعية. روضة الطالبين ص ١٤٣، قال الشافعي: لا أوكد عليه كما أوكد على المستمع. المهذب ١/ ٢٨٤.

(٨) روى عبد الرزاق ٣/ ٣٤٦ عن زيد بن أسلم: أن غلامًا له قرأ عند النبي ÷ السجدة، فانتظر الغلام النبي ÷ يسجد فلم يسجد، فقال: يا رسول الله أليس فيها سجدة، قال: بلى، ولكنك إمامُنا فلو سجدت سجدنا، وابن أبي شيبة ١/ ٣٧٩ رقم ٤٣٦٣، باب المرأة تقرأ السجدة ومعها رجل يصح، وسنن البيهقي ٢/ ٣٢٤، كتاب الصلاة - باب من قال لا يسجد المستمع إذا لم يسجد القارئ.

(٩) سورة الانشقاق: ٢١.