كتاب الصلاة
  وقال زيد بن علي: عزائم السجدات(١) أربع: الجرز(٢)، وحم السجدة(٣)، والنجم، واقرأ(٤).
  ومعنى قوله: عزائم [السجدات](٥) إنها آكد من سائرها(٦).
  واختلف أهل القول الأول في السامع: هل يسجد سواء سجد القارئ أم لا، فالمختار أنه يسجد.
  وقال الشافعي: لا يسجد(٧)؛ لما روي أن غلامًا قرأ السجدة عند النبي ÷ فلم يسجد، وقال للغلام: لو سجدت لسجدنا(٨).
  قلنا: السبب التلاوة، ولا يسلم صحة الخبر.
  وعند الشافعي أيضًا: لا يسجد من لم يقصد الاستماع.
  قلنا: لم يفصل قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ ٢١}(٩).
  وأما عدد آيات السجدات، فعندنا أنها خمس عشرة آية في: الأعراف، والرعد،
(١) عزائم: جمع عزيمة، وهي بمعنى فريضة، وعزائم السجود: ما عزم على قارئ آيات السجود أن يسجد لله فيها. لسان العرب ١٢/ ٤٠٠.
(٢) تسمى سورة السجدة بسورة الجرز؛ لقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا}[السجدة: ٢٧].
(٣) المقصود سورة فصلت.
(٤) مجموع الإمام زيد ص ١٥٥، والانتصار ٣/ ٨١٨.
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من (الأصل).
(٦) أصول الأحكام ١/ ١٣٢.
(٧) وهو وجه للشافعية. روضة الطالبين ص ١٤٣، قال الشافعي: لا أوكد عليه كما أوكد على المستمع. المهذب ١/ ٢٨٤.
(٨) روى عبد الرزاق ٣/ ٣٤٦ عن زيد بن أسلم: أن غلامًا له قرأ عند النبي ÷ السجدة، فانتظر الغلام النبي ÷ يسجد فلم يسجد، فقال: يا رسول الله أليس فيها سجدة، قال: بلى، ولكنك إمامُنا فلو سجدت سجدنا، وابن أبي شيبة ١/ ٣٧٩ رقم ٤٣٦٣، باب المرأة تقرأ السجدة ومعها رجل يصح، وسنن البيهقي ٢/ ٣٢٤، كتاب الصلاة - باب من قال لا يسجد المستمع إذا لم يسجد القارئ.
(٩) سورة الانشقاق: ٢١.