تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 367 - الجزء 2

  وفي حديث أخرجه مسلم وغيره عن أبي هريرة، أنه صلى بالناس الجمعة، فقرأ بعد الحمد بسورة الجمعة في الأولى، و {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} في الثانية، فقيل له في ذلك؟ فقال: سمعت رسول الله ÷ يقرأ بهما⁣(⁣١).

  وأما اللباس فقد تقدم ما يتضمنه.

  وعن أبي أيوب، قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «من اغتسل يوم الجمعة، ومس من طيب إن كان عنده، ولبس من أحسن ثيابه، ثم خرج حتى يأتي المسجد فيركع ما بدا له، ولم يؤذ⁣(⁣٢) أحدا، وأنصت حتى يصلي، كان كفارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى». رواه أحمد، والطبراني، وابن خزيمة.

  وأما الترفيه، وأكل الطيب من الطعام؛ فلأنه عيد.

  وأما السواك، وإزالة الشعور التي يعتاد إزالتها، فذلك هو السنة في كل زمان، ويتأكد في الجمعة والعيد؛ لفضلهما، وحصول الاجتماع فيهما، وكذا الكلام في تقليم الأظفار⁣(⁣٣).

  وروي عن النبي ÷ أنه قال: «يطلب أحدكم خبر السماء وأظفاره كمخالب الطير»⁣(⁣٤). حكاه في الانتصار⁣(⁣٥).

  وقال: أراد بخبر السماء إدراك العلوم الدينية؛ لأنها من أخبار السماء.

  وأما الإكثار من الصلاة على النبي؛ فلما روي عن النبي ÷ أنه قال: «أكثروا من الصلاة عليَّ يوم الجمعة، فإن صلاتكم معروضة عليُّ» ذكره في عدة الحصن الحصين، وعزاه إلى أبي داود، وابن حبان⁣(⁣٦).


(١) صحيح مسلم ص ٣٧٤ رقم (٨٧٧)، كتاب الجمعة - باب ما يقرأ في صلاة الجمعة، وسنن الترمذي ص ١٣٠ رقم (٥١٩)، وسنن ابن ماجة ص ١٦٣ رقم (١١١٨)، وسنن البيهقي ٣/ ٢٠٠ رقم (٥٥١١)، وصحيح ابن خزيمة ١/ ٢٦٦ رقم (٥٣٤)، وصحيح ابن حبان ٧/ ٤٦ رقم (٢٨٠٦).

(٢) في الأصل: ولم يرد أحدا.

(٣) الانتصار ٤/ ١٢٠.

(٤) مسند أحمد بن حنبل ٩/ ١٤٠ رقم (٢٣٦٠١)، وقال في مجمع الزوائد ٥/ ١٦٨: رواه أحمد والطبراني باختصار، ورجالهما رجال الصحيح.

(٥) الانتصار ٤/ ١١٩.

(٦) سنن أبي داود ص ١٨٦، ١٨٧ رقم (١٠٤٣)، كتاب الصلاة - باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة، =