تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 368 - الجزء 2

  وفي حديث رواه أبو داود وغيره عن أوس بن أوس⁣(⁣١)، قال: قال رسول الله ÷: «إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ»⁣(⁣٢).

  وروي عن النبي ÷ أنه قال: «إن أقربكم إليَّ في الجنة أكثركم عليَّ صلاة، فأكثروا من الصلاة عليّ في الليلة الغراء واليوم الأزهر»⁣(⁣٣) يعني ليلة الجمعة ويومها. حكاه في الانتصار⁣(⁣٤).

  وأما قراءة سورة الكهف: فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ÷ قال: «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين». رواه النسائي والبيهقي مرفوعا⁣(⁣٥)، ورواه الدارمي موقوفا، ولفظه: «من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق»⁣(⁣٦).

  وعن ابن عمر قال: قال رسول الله ÷: «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء، يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين». رواه أبو بكر بن مردويه.

  قوله أيده الله تعالى: (ويحرم الكلام على أهلهما فيهما) أراد بأهلهما المستمعين لهما، الذين لا يجوز لهم الانصراف بعد حضورهما، فهم الذين يحرم عليهم الكلام فيهما. وإنما عدل⁣(⁣٧) عن عبارة الأزهار؛ لإيهامها عموم تحريم الكلام عليهم وعلى غيرهم، وليس كذلك.

  والأصل في ذلك نحو ما أخرجه الجماعة من رواية أبي هريرة، أن رسول الله ÷ قال: «إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة والإمام يخطب: أنصت، فقد


= وسنن النسائي ص ٢٤٠ رقم (١٣٧٣)، وسنن ابن ماجة ص ١٥٩ رقم (١٠٨٥)، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب في فضل الجمعة، وصحيح ابن حبان ٣/ ١٩٠ رقم (٩١٠)، وصحيح ابن خزيمة ٣/ ١١٨ رقم (١٧٣٣)، وسنن البيهقي ٣/ ٢٤٨ رقم (٥٧٨٩).

(١) أوس بن أوس الثقفي: روى له أصحاب السنن الأربعة أحاديث صحيحة من رواية الشاميين. أسد الغابة ١/ ٣١٢ رقم (٢٨٧)، والإصابة ١/ ٩٢ رقم (٣١٥).

(٢) سنن أبي داود ص ١٨٦ رقم (١٠٤٣)، كتاب الصلاة - باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة.

(٣) شعب الإيمان للبيهقي ٣/ ١١١.

(٤) ٤/ ١٢٥.

(٥) سنن البيهقي ٣/ ٢٤٩، كتاب الجمعة - باب ما يؤمر به في ليلة الجمعة، ولم أقف عليه في سنن النسائي.

(٦) سنن الدارمي ٢/ ٤٥٤، كتاب فضائل القرآن - باب فضل سورة الكهف.

(٧) في (ج): وإنما عدل المؤلف #.