تفتيح القلوب والأبصار إلى اقتطاف أثمار الأزهار،

محمد بن يحيى بهران (المتوفى: 957 هـ)

كتاب الصلاة

صفحة 403 - الجزء 2

  المفتوحة، والثاء المثلثة الساكنة - في رواية صالح بن خوَّات⁣(⁣١) عنه أن صلاة الخوف: أن يقوم الإمام ومعه طائفة من أصحابه، وطائفة مواجهة العدو⁣(⁣٢)، فيركع ركعة ويسجد بالذين معه ثم يقوم، فإذا استوى قائمًا ثبت وأتموا لأنفسهم الركعة [الباقية]⁣(⁣٣)، ثم يسلمون وينصرفون، فيكونون وجاه العدو، ثم يقبل الآخرون الذين لم يصلوا فيكونون وراء الإمام، فيركع بهم ويسجد ثم يسلم، فيقومون فيركعون⁣(⁣٤) لأنفسهم الركعة الباقية ثم يسلمون. هذه رواية الموطأ⁣(⁣٥).

  [شرح](⁣٦): خَوَّات: بالخاء المعجمة المفتوحة، وتشديد الواو، وبعد الألف تاء مثناة. ورجح أهل المذهب هذه الرواية؛ لتضمنها قلة الأعمال في الصلاة، بخلاف غيرها.

  وفي كيفية صلاة [الخوف]⁣(⁣٧) أقوال أخر: فعن الناصر، والصادق، وغيرهما: أن العدو إن كان في جهة القبلة صلى بهم جميعا، وجعلهم صفين، وركع بهم جميعا، ثم يسجد بالصف الأول، ويحرس الثاني، فإذا قام سجد الآخر، ثم يركع بهم الثانية معا، وقد تقدم الصف المتأخر وتأخر المتقدم، ثم يسجد بالصف الذي صار يليه، ويحرس الآخر، ثم يسجد بعد رفع الأول، ثم يتشهد الإمام ويسلم بهم جميعا⁣(⁣٨)، وإن كان⁣(⁣٩) العدو في غير جهة القبلة جعلهم طائفتين كما قلنا.

  وفي مهذب الشافعية: إن شاء فعل هكذا، وإن شاء صلى بكل طائفة ركعتين، وتكون إحدى الصلاتين نفلا للإمام⁣(⁣١٠).


(١) صالح بن خَوات بن جبير الأنصاري تابعي قليل الحديث روى عن أبيه وعمته أم عمرو بن خوات، الطبقات الكبرى ٥/ ٢٠٠ والتاريخ الكبير للبخاري ٤/ ٢٧٦.

(٢) في (ب، ج): مواجهة للعدو.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (الأصل).

(٤) في (ب): ويركعون.

(٥) الموطأ ١/ ١٥٥ رقم (٥٣٨)، وصحيح البخاري ص ٨٢٤ رقم (٤١٣٦)، كتاب المغازي - باب غزوة ذات الرقاع، وصحيح مسلم ص ٣٦١ رقم (٨٣٩)، صلاة المسافرين - باب صلاة الخوف.

(٦) ما بين المعقوفتين زيادة من (ب).

(٧) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).

(٨) وهو قول ابن أبي ليلى، وهو أحد الأوجه الجائزة عند الحنابلة. ينظر: الكافي في فقه الإمام أحمد بن حنبل ص ١٣٥، ومختصر اختلاف العلماء ١/ ٣٦٦.

(٩) في (ب): وإذا كان.

(١٠) المهذب ١/ ٣٤٦.