أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

حرز

صفحة 121 - الجزء 1

  فصارَ حَيّاً وطَبّقَ بعدَ خَوْفٍ ... على حُرّيّةِ العَرَبِ الهُزَالا

  وسحابة حُرّةٌ: كريمة المطر. وباتت فلانةُ بليلَةٍ حُرّةٍ: لم تمكّنْ زوجَها من قِضّتِها، وباتت بليلَةٍ شَيْبَاءَ إذا اقتُضّتْ؛ قال النابغة:

  شُمُسٌ مَوَانعُ كلِّ لَيلَةِ حُرّةٍ ... يُخْلِفْنَ ظَنّ الفَاحِشِ المِغْيَارِ

  واسْتَحَرّ القتلُ في بني فلان؛ قال:

  واستَحَرّ القتلُ في عَبدِ الأشَلّ

  حرز - أحْرَزَ الشيءَ في وعائه، وأحْرَزَ فلان نصيبَه. ومكان حَرِيزٌ: حصين. وهتك السارق الحِرْزَ. واسْتَحْرَزَ: حَصَلَ في الحِرْزِ؛ قال الطِّرِمّاحُ يخاطبُ الذئب:

  ولا تَعْوِ واستَحْرِزْ وإن تَعوِ عَيّةً ... تصادِفْ قِرَى الظَّلْماء وهوَ شَنيعُ

  أراد بالقِرى السهم القاتل؛ وقال ابن مقبل:

  مستَحْرزُ الرّحلِ منها مُفْرَعٌ سَنَدٌ ... وشَمَّرَتْ عن فَيافٍ واجهَتْ خُلُفَا

  أي سَنَامُها رَفيعٌ، وأراد بالفيافي والخلف وهي الطرق بين الجبال، ما بين إبْطَيها من السعة. واحترزْ من العدوّ وتحرّزْ: تحفّظْ. وحَرِّزوا أنفسكم: احفظوها. وعنده إبل حَرَائِزُ: لا تباعُ نَفَاسَةً بها؛ قال الشّمّاخُ:

  تُباعُ إذا بِيعَ التِّلادُ الحَرَائِزُ

  وفلان حَرِيزٌ من هذا الأمر: نَزِيهٌ، وفيه حَرَازَةٌ. «ولا حَريزَ من بيع» أي إن أعطيتني ثمناً أرضاه بعتُك.

  ومن المجاز: عملتُ له حِرْزاً من الأحراز وهو العُوذَةُ. وأحرزَ قصبةَ السبق إذا سبق؛ وقال الأعشى:

  في ظِلالِ الكِنَاسِ من وَهَجِ القَيْ ... ظِ إذا الظّلّ أحْرَزَتْهُ السّاقُ

  أي صار تحت ساق الشجرة عند استواء النهار. وأخذ فلان حَرَزَه أي نَصيبَه، وأخذ القوم أحرازَهم؛ قال أبو العَمَيْثَل:

  أحْرَزْتُ من رَأيِه فيّ الجميلَ على ... رغمٍ العِدا حَرَزاً حسبي به حَرَزا

  وهو في الأصل اسم للخَطَر؛ قال:

  إذا أخَذْتُ حَرَزِي فلا لَوْمْ ... قد كنتُ أخّاذاً لأَحْرازِ القَوْمْ

  وفي المَثَل: «واحَرَزَا وأبتَغي النَّوافِلا».

  حرس - حَرَسَه من البلاء، وأدام اللهُ حِرَاسَتَك، وبات فلان في الحَرَس، وهو من الحُرّاسِ والأحْرَاسِ؛ قال امرؤ القيس:

  تجاوَزْتُ أحراساً إلَيها ومَعشَراً ... عليّ حِرَاصاً لو يُسِرّونَ مَقتَلي

  واحترَسَ منه وتحرّس.

  ومن المجاز: فلان حارسٌ من الحُرّاسِ أي سارق، وهو ممّا جاء على طريق التهكّم والتعكيس، ولأنّهم وجدوا الحرّاس فيهم السرقةُ؛ كما قال:

  ومُحترِسٍ مِنْ مِثلِه وهوَ حارِسٌ ... فواعَجَبَا من حارِسٍ هوَ مُحتَرِسْ

  ونحوه كلّ الناس عدولٌ إلّا العدولَ، فقالوا للسارق: حارس، وقد رأيتُه سائراً على ألسنة العرب من الحجازيين وغيرهم، يتكلّم به كلّ أحد، يقول الرجل لصاحبه: يا حارِسُ، وما أنت إلّا حارس، وحسبناه أميناً فإذا هو حارس. ومنه: لا قطعَ في حَرِيسَةِ الجبل، وحَرَسَني شاةً من غنمي واحترسَني، وفلان يأكل الحَرَسَاتِ أي السرقاتِ. ومضى عليه حَرْسٌ من الدّهر، ومضت عليه أحْرَاسٌ.

  حرش - حَرّشْتُ بين القوم، وفلان من عادتِه التحريشُ والتضريبُ. وحَرَشَ الضَّبَّ واحترشَه، وهو حارشٌ من حَرَشَةِ الضِّبَابِ، وفي مثَل: «هذا أجَلّ من الحَرْشِ». والضّبُ أحْرَشُ أي خَشِنُ الجلد. ودينار أحْرَشُ: فيه خشونة الجِدّةِ، كقولهم: درعٌ قَضّاءُ، وأعطاني فلان دنانيرَ حُرْشاً. ونُقْبَةٌ حَرْشَاءُ: لم تُطْلَ بالهِنَاءِ؛ قال:

  وحتى كأنّي يُتّقَى بي مُعَبَّدٌ ... به نُقْبَةٌ حرْشاءُ لم تَلْقَ طالِيَا